"الأوقاف" للطلبة: الغشَّاش طبيب جزار ومهندس هدام ومعلم فاشل

الغش يروج للمكر والخيانة ومن كبائر الذنوب بل إجرام بحق المجتمع

العلماء أفتوا بحرمة الغش بالاختبارت فإذا رضي الأستاذ فهو شريك في الإثم

كتب - عبدالناصر الأسلمي:

"من غشنا فليس منا"، هكذا عممت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عنوان خطبة اليوم الجمعة على جميع مساجد الدولة، تزامناً مع دنو موعد الاختبارات النهائية في جميع المراحل الدراسية.
ويأتي موضوع الخطبة، بناء على تعليمات مباشرة من وزير الأوقاف د. عامر الرطام، بهدف التوعية، ومواجهة ظاهرة الغش في الاختبارات التي انتشرت في الآونة الأخيرة.
وأكدت الخطبة أن من ينجح بالغش سيكون طبيبا جزاراً، أو مهندساً هدّاماً أو معلّما يخرّج أجيالا فاشلة.. مبينة أنَّ من كمال الشريعة بيان ما ينفع العباد ويجلب لهم الخير ويدفع عنهم الشر والسوء، فأوجبت على المسلمين النصيحة، وحرمت عليهم الغش، لأنه يناقض الصدق والأمانة، ويروج للمكر والخيانة، واعتبرته من أفحش العيوب وكبائر الذنوب وأنه من أعظم الحرام بل هو اجرام في حق المجتمع.
وجاء في الخطبة أن الغش في الاختبارات خيانة للأمانة الشرعية، وتخريب للتعليمِ، وتعد سافر على المؤسسات التعلمية، وظلم وعدوان وبغي، إذ كيف يستوي من فرّط وأهمل وتكاسل مع من وصل ليله بنهاره بجد ومثابرة، وقام بواجبه بتعب ومصابرة، مؤكدة أن ذلك دعوة إلى التثاقل والتقاعس بدلا من الجد والصبر والتنافس.
وأضافت أن الأمر يجب أن ينظر إليه نظرة فاحصة واقعية، لا نظرة عاطفية سطحية، حيث إن بعض الناس ينساقون وراء العاطفة أو بحكم الصلة والقرابة، فيستسهلون الغش ويستسيغون الخداع، بزعمِ رحمة الطلاب والتيسير عليهم، وهذا زعم مكذوب ورحمة موهومة، فإِن وراء الغش ما وراءه من الآثار الخطيرة، فمن ينجح بالغش سيكون داهِية دهياء ومصيبة عمياء؛ فهو إن تخرج فيما بعد طبيبا فقد يكون جزارا لأبدان المرضى لا جراحا، ومسْبرا قاتلا لا مشَخِّصا فاعلا، وإن تخرج مهندسا فقد يهدم البنايات على رؤوس ساكنيها، وإن تخرّج معلّما فسيكون معلما فاشلا ولا يخرّج إلا أجيالا فاشلة؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وأكدت الخطبة أن العلماء افتوا بحرمة الغش في الاختبارات، واذا رضي الاستاذ بذلك فهو شريك في الاثم والخيانة،
وشددت على أن أعظم الغش وأخطره الغش في الدين، ناهيك عما يمارس في التجارة والصناعة، والمهن والمناصب، وكل شؤون الحياة.