الأوهام تقتل أصحابها

الزبدة

سالم الواوان

الوحدة الوطنية في الكويت ليست مجرد ديكور، ولاهي شعار، انما هي في صميم الثقافة الكويتية، ولهذا لا يستغرب هذا التسامح بين افراد الشعب الكويتي، فهو يعيش على هذه اللغة منذ القدم، رغم الخلافات السياسية والفتن التي يحاول افتعالها البعض من اجل تحقيق مكاسب شخصية او لمجرد الاثارة.
ان ما شهدته الكويت في السنوات الثلاثين الماضية، وما تركه الغزو الصدامي من صدمة اجتماعية وشخصية، كل ذلك كان يمكن ان يضعضع المجتمع، غير ان طبيعة هذا الشعب تختلف عن غيره، ولنا في الانقسامات الاجتماعية في لبنان والعراق خير دليل على ما تتركه الازمات الكبرى على الشعب، لاسيما في الدول الصغيرة، لكن الكويت استطاعت ان تتغلب على كل ذلك، عبر رسوخ الديمقراطية الاجتماعية فيها، وهي بذلك حققت ما لم تستطع الدول الكبرى التي لها تاريخ طويل ثقافي على تحقيقه.
الكويتيون المثال الواجب اتباعه في المنطقة العربية التي تسعى الى مواءمة متطلباتها مع امكانياتها لكي تخرج من ازماتها.
اذ لا شك ان الاحداث الكبرى تترك اثرها على المجتمعات الصغيرة، لكن عندما تتمتع تلك المجتمعات بمناعة وطنية تستطيع مواجهة الازمات والتغلب عليها وجعلها فرصة للنهوض مجددا.
لا يعتقد احد ان العبرة من درس الغزو القاسي قد نساها هذا الشعب، ولايعتقد احد ان رجال المقاومة قد هرموا، فالاجيال (الطالعة) اكثر تسليحا بالعلم والمعرفة بقوة بلادها، وتستطيع مواجهة اعتى القوى والتغلب عليها.
لهذا اذا كانت هناك اوهام او حسابات خاطئة عند البعض، وهو يتصور انها صحيحة، وانها ستؤدي الى ما يتمناه فهو كمن يطلق الرصاص على نفسه.

صحافي كويتي

[email protected]