الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الأُخْت نِعْمَة لا مَثِيلَ لَهَا

Time
الاثنين 03 يوليو 2023
View
9
السياسة
د. خالد عايد الجنفاوي

أغبط الانسان، رجلاً كان أم امرأة، من لديه أخت لا تزال حاضرة في حياته أو حياتها، فلا يعرف حَقًّا قيمة الأخت سوى من وجدت في حياته، لكنه حرم منها بعد ذلك.
لقد فقدت شخصيًّا أختي الكبرى والوحيدة في الربع الأخير من سبعينيات القرن الماضي قبل بلوغها سن العشر سنوات بأربعة أيام، ولا يزال مؤلمًا في ذكراها العطرة، وبسبب غدر الزمان، فلم أعثر لها حتى الآن على صورة، سواء كانت شخصية أو مدرسية! الأخت لا تقدّر بثمن لكل إنسان حيّ الضمير، وبخاصة لمن هو مدرك ما هو فيه من نِعَم وجود الأشقاء من الأخوة، لا سيما الأخوات، ومن أهم النَّعَمْ هو حضور الأخت وتواجدها في حياة الانسان، لذا يجدر بالعاقل الحرص على التقرّب من أخته، خصوصا إذا بدأت تشغله الحياة أو منعه تدخّل الآخرين القابلين للتعويض من القرب من أخته بسبب أنه لا يمكن تعويض الأخت، لكن يمكن بسهولة تعويض الآخر الطارئ.
فلا تنقطع علاقة الأخت بأخيها مهما طال الزمان، ومهما تغيّرت ظروف الحياة، ومهما تغيّرت الأمزجة، فالرفيق الحقيقي لمسيرة حياة الأخ هي أخته التي يرتبط بها في مواده الجينية، ويشابهها في تركيبه النفسي الأساسي، ويتماثل معها روحيًّا، بل لا أعتقد أنني أبالغ في هذا المقام إذا أكّدت أن الأخت هي الأكثر رحمة وعطفًا وشفقة على أخيها ممن يظن المرء أنهم أقرب الناس إليه.
من المفترض أن يحرص الرجل الحُلاحِل على أن يكون عضيدًا لأخته في كل وقت، وكل ظرف، يعينها وينصرها أمام من يعاديها، ويقدّمها على كل من يمكن تعويضه، فلا يخلف فقدان الأخت، نفسيًّا أو جسديًّا، أي شيء آخر في هذا العالم المتغيّر.
ومن حقوق الأخت على أخيها وجوب رعايتها، والتلطّف بها، والإحسان إليها، وألاّ يضيّق عليها أو يسمح للآخرين بعضلها أو الإحالة بينها وبين حقوقها، فمن لا خير فيه لأخته لن يكون فيه خير لأهله، أو أبنائه، أو بناته، وربما سيقع لاحقًا ضحية لعقوقهم، فمن يزرع لاَ بُدَّ أن يحصد لا محالة ما بذره في بداية الأمر!

كاتب كويتي

@DrAljenfawi
آخر الأخبار