الحويل: ضرورة تبني سياسات تعزز من الشفافية المعلوماتية في مؤسسات الحكومة وتعاملاتهاعلي: التحول الرقمي يتيح للدولة فرصة سانحة لمراقبة منظومتها الإدارية والماليةالمزيني: الرقمنة تعمل على تقليل السلطة التقديرية وزيادة الشفافية وتمكين المساءلةالهزاني: السعودية تولي أهمية كبرى لتعزيز قيم النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد كتب - محمد غانم:نظمت الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة" المنتدى الثاني بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد بعنوان "التحول الرقمي ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد" أمس بمقر الهيئة، تزامنا مع مرور 20 عاما على صدور اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد في ديسمبر2003، حيث أطلقت الأمم المتحدة شعارا بهذه المناسبة بعنوان "نحو عالم متحد ضد الفساد"، بمشاركة مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة "unodc" وعدد من الجهات الحكومية والمجتمع المدني والخبراء والأكاديميين والمختصين.وألقى رئيس الهيئة عبد العزيز الإبراهيم كلمة افتتاحية قال فيها: "رغم الجهود الدولية والوطنية لايزال العالم يواجه تحديات عديدة وصعوبات كبيرة في بسط جهوده لمكافحة الفساد ومنع أسبابه، ولعل من أبرزها استخدام التكنولوجيا الحديثة في جرائم الفساد، فمع اتساع نطاق وتطور التكنولوجيا في العالم، أصبحت مواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية أحد أبرز أهداف الدول لضمان النمو في كافة المجالات، مع حمايتها وتعزيز أسباب الاستدامة لديها، وهو الأمر الذي لا يتحقق في ظل عدم القدرة على مواكبة التطور المستمر في أشكال وصور الفساد".وأضاف: "من هذا المنطلق حرصت "نزاهة" على إبراز هذا الموضوع، فجاء اختيار منتدى النزاهة الثاني تحت عنوان "التحول الرقمي ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد"، والذي يأتي في سياق رؤية الكويت 2035، وأهداف برنامج عمل الحكومة، واستراتيجية الكويت لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2019-2024، وصولا لخلق بيئة حاضنة للنزاهة رافضة للفساد، من خلال تحسين كفاءة الخدمات العامة وحوكمتها، وإصلاح منظومة الأداء الحكومي، وصولا لحصر النتائج المرجوة من تحويل المعاملات الحكومية الى رقمية وتحسين مؤشر مدركات الفساد بحلول عام 2026".من جهته شارك المدير الاقليمي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بدول مجلس التعاون "unodc" الدكتور حاتم علي في كلمة مسجلة، أشاد خلالها بجهود الهيئة وحسن اختيار موضوع المنتدى وأثره على مكافحة الفساد ودعم ركائز النزاهة والشفافية والمساءلة، مثمنا مثل هذه المبادرات التي تسعى إلى ميكنة القطاع العام ونظام المناقصات والمشتريات والتعاملات الإدارية والمالية في مختلف قطاعات الدولة.
وأضاف: عند وضع هذه القواعد الالكترونية يصعب الأمر على مجموعة الفاسدين ومن يحاول استغلال الأنظمة القائمة حاليا، كما أن التحول الرقمي يتيح للدولة فرصة سانحة لمراقبة منظومتها الادارية والمالية.ومن جانبه قدم مدير إدارة مكتب التخطيط والمتابعة في "نزاهة" خالد المزيني عرضا مرئيا عن أحد المشاريع المدرجة ضمن ستراتيجية الكويت لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وهي تطوير منصات الحكومة الالكترونية اللازمة لميكنة الإجراءات والحصول على الخدمات العامة.وأكد المزيني أن الرقمنة تعمل على تقليل السلطة التقديرية وزيادة الشفافية وتمكين المساءلة، إضافة إلى الحد من التفاعلات البشرية الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الفساد، مضيفا: أكد مجلس الوزراء من خلال مشروع برنامج عمل الحكومة 2022-2026 العمل على رقمنة الخدمات الحكومية، والمكلف بتنفيذها الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، وذلك تحت محور الرقابة والتقييم والرقمنة.وقدم عدداً من التوصيات حول هذا الشأن، منها ضرورة انتهاء جميع الجهات التي تقدم خدمات عامة من حصر إجراءات جميع الخدمات، وأن يتم تحديد الأولوية للخدمات الأعلى خطورة وعرضة لمخاطر الفساد تمهيداً لرقمنتها، إضافة إلى نشر خطة التحول الرقمي للدولة مع تحديد متطلبات التنفيذ، ومسؤوليات الجهات الحكومية، كل فيما يخصه، لتسهيل متابعة عملية التحول الرقمي من قبل القائمين على رصد وتقييم الستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد والقائمين على المؤشرات الدولية ذات العلاقة. ومن جهته قال مدير عام الإدارة العامة للتحليل الرقمي في هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية بندر الهزاني أن المملكة العربية السعودية تولي أهمية كبرى لتعزيز قيم النزاهة، والشفافية، ومكافحة الفساد بشتى صوره ومظاهره وأساليبه، وتحرص على مشاركة المجتمع الدولي اهتمامه في محاربة الفساد لكون مخاطره وسبل التعامل معه مسؤولية مشتركة، حيث بذلت المملكة في سبيل ذلك جهوداً عدة من أبرزها اطلاق الستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة، وإنشاء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، والمملكة تسخّر كافة الإمكانات والسبل والآليات في هذا المجال، من خلال تحقيق رؤية المملكة 2030 التي يعد التحول الرقمي الحكومي الممكن الرئيس لتحقيقها، بما يعزز من رفع مستوى الأداء وتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز كفاءة الإنفاق والشفافية والمساءلة، ما ينعكس إيجاباً على تعزيز النزاهة ومحاربة الفساد.من جهته تحدث الدكتور ضاري الحويل أستاذ مشارك في كلية العلوم الحياتية بجامعة الكويت عن حوكمة البيانات والشفافية المعلوماتية وأهميتها والحاجة إليها في سبيل تبني سياسات تعزز من الشفافية المعلوماتية في مؤسسات الدولة وتعاملاتها والاهتمام ببناء أنظمة وآليات وإطارات لحوكمة المعلومات والبيانات والأنظمة والعمليات الرقمية في المؤسسات والشركات، وتوفير البيانات الدقيقة والمحدّثة بشكل مفتوح المصدر بطريقة سهلة وجاهزة للاستخدام الآلي، بالإضافة إلى إنشاء بنك وطني مركزي للمعلومات.من جهتها تحدثت عضو الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات شروق الصايغ عن أبرز التحديات في تطبيق التحول الرقمي، وأهم عنصر في قبول المجتمع للتحول الرقمي هو التوعية بأهمية هذه الخطوة نحو تحقيق تنمية اقتصادية وتعليمية وصحية، حيث تبدأ التوعية بالمواطن والمعلم والموظف.

عبدالعزيز الإبراهيم

د. حاتم علي في كلمة مسجلة

جانب من الحضور (تصوير - إيهاب قرطال)