نظم مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط (CEF)، ومعهد التدريب لصالح أفريقيا (ATI) حلقة نقاشية شبكية بعنوان "آثار جائحة كوفيد-19 وصدمة أسعار السلع الأولية: سبل المضي قدما في منطقتيّ إفريقيا والشرق الأوسط". وأدار النقاش عبر الإنترنت د.يوسف الإبراهيم، المستشار الاقتصادي لدى الديوان الأميري في الكويت واستهل د.رباح أرزقي، نائب رئيس بنك التنمية الإفريقي، الحوار بتقديم عرض حول التحديات التي تواجه المنطقتين وسبل المضي قدما في هذا السياق.وحرص د.يوسف الإبراهيم في حديثه على إبراز النهج الجديد الذي يجمع جهود المنطقتين من أجل تعظيم القواسم المشتركة من دون إغفال الفوارق بينهما فيما يتعلق بالاستجابات على صعيد السياسات الاقتصادية تجاه الصدمة السلبية المزدوجة التي اقترن فيها أثر الجائحة العالمية وانخفاض أسعار النفط وغيره من السلع الأولية.بدوره، تناول د.رباح أرزقي قصص نجاح بلدان مثل كوريا الجنوبية في احتواء انتشار الفيروس وتوجيه المساعدات إلى مستحقيها، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الجائحة قد أبرزت مواطن الضعف الكامنة في المنطقتين بما يستدعي إجراء إصلاحات حاسمة، مؤكدا أهمية التحول نحو مجتمعات أكثر احتواء بحيث لا تقصي أحدا، وذلك من خلال قيام البلدان بتبسيط هياكل شبكات الأمان الاجتماعي عن طريق إرساء قواعد نظام موحد يوفر الحماية الاجتماعية الشاملة، ويحل محل نظم الحماية المتشعبة التي تعود بالفائدة على القلة وتقصي الأكثرية. وأضاف د.أرزقي أنه يتعين على البلدان أن تضع أنظمة توفر الدخل الأساسي الشامل والرعاية الصحية الشاملة. كما أكد أهمية القيام بإصلاحات من شأنها أن تعزز الشفافية والقدرة الإنتاجية والمنافسة العادلة والرقمنة، وهي إصلاحات تكتسي أهمية خاصة أيضا في سياق القطاع غير الرسمي الذي يحتاج إلى الحصول على الخدمات والنفاذ إلى الأسواق.واختتم د.أرزقي حديثه بالإشارة إلى ضرورة توافر إدارة عامة خاضعة للمساءلة من أجل وضع حد للسلوك الريعي، وتحفيز النمو في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.