الأخيرة
الإحسان والإساءة!
الأحد 28 يوليو 2019
5
السياسة
طلال السعيدمن أهم المبادئ التي تربينا عليها أن ألإحسان يجازى بالإحسان، ولا يكون جزاء الإحسان إساءة، فمن تحسن إليه ويقابل احسانك بإساءة هو إنسان جاحد قليل الذات!فأنت حين تستمع الى خطبة إمام الحرم المكي في صلاة الجمعة تلاحظ انه لا بد ان يختمها بالدعاء للمسجد الأقصى ولأهله، وعلى هذا النهج سار جميع خطباء الجمعة في جميع دول الخليج، فقلما تختم خطبة جمعة من دون دعاء يُؤْمِن عليه المصلون للقدس والمقدسيين والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله!في المقابل اصبح سب دول الخليج الشغل الشاغل لجميع الفلسطينيين فهم يختلفون في كل شيء، بما في ذلك التعامل مع المحتل، اذ منهم من يحلله ومنهم من يحرمه بالعلن ويحلله تحت الطاولة، ومنهم من لايحلله نهائيا، الا انهم يتفقون على سب دول الخليج بالخفاء والعلن حتى في حفلات أعراسهم جعلوا من شتمنا أغاني يرقصون عليها، فاتباع "الاخوان" او "حماس"، لا فرق، يشتمون كل دول الخليج باستثناء قطر، واتباع "فتح" يشتمون الجميع بلا استثناء، وخطيب مسجد القدس تخصص في شتم السعودية وملوكها، وهي التي تدعم صموده بأموالها، وتقف بثقلها السياسي خلف قضية القدس، بل تبنت القضية الفلسطينية منذ الازل، فهل يجازى الإحسان بالاساءة؟نحن جيل تربينا على ان فلسطين قضيتنا الاولى، وإسرائيل عدونا الاول، ومشاعرنا كلها تتجه نحو القدس، ونتمنى الصلاة في مسجدها، وهو محرر، لكننا نصاب بخيبة امل كبيرة، وانتكاسة في كل مبادئنا وقيمنا التي تربينا عليها حين نسمع المقدسيين يشتمون السعودية وحكامها، بسبب معتوه زار القدس، وهو يرتدي الزي الخليجي، وهذا الزائر على ما يبدو لايمثل حتى نفسه، فهو فاقد الأهلية الا ان هناك من يتعمد شتم السعودية، على اساس ان هذه بداية التطبيع، مع العلم ان الفلسطينيين انفسهم هم اول المطبعين في "فتح" او "حماس"، وعلى سبيل المثال رواتبهم بالعملة الاسرائيلية ومن بنوك إسرائيل فكيف يكون التطبيع؟الشعب الكويتي بغالبيته موقفه لا يختلف عن موقف حكومته فنحن نرفض التطبيع بكل أنواعه، لكن يزعلون بالتأكيد لما يزعل اهلنا بالسعودية وفي بقية دول الخليج، ولا نقبل ان توجه للسعودية، شعبا وحكومة، كل تلك الشتائم، فهل سأل احد هؤلاء الشاتمين نفسه: هل هذا من مصلحة القضية الفلسطينية؟ حاليا الشعور العام بالمملكة وبقية دول الخليج ناقم ونادم على دعمه للفلسطينين الذين يبادلون الإحسان بالإساءة...زين.