الجمعة 04 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

الإسلام دين رحمة والفكر المتشدد جلب لنا المصائب

Time
السبت 24 يونيو 2023
View
13
السياسة
أحمد الدواس

وزارة "الأوقاف" تكتب خطب الجمعة بأسلوب إنشائي ممل، أسلوب "ان الصهيونية والإمبريالية"، هذا الأسلوب عقيم، فهي لا تتبع أسلوب الترغيب، بل الترهيب.
إنها لا تشرح في المساجد سماحة الإسلام بقصص ممتعة، فالملاحظ أننا لا نستمع لأي دروس في التسامح ومحبة الناس، بل نسمع خطبة جمعة بطابع إنشائي ممل أقرب الى البغضاء والكراهية.
يا أخي يا مَن تكتب هذه الخطب ادخل مباشرة في الموضوع، يا أخي تكلم عن الصدق والأمانة ومكارم الأخلاق، ائتِ بقصص ممتعة عن سماحة الإسلام.
إذا كانت وزارة "الأوقاف" تدعو للقيم الإسلامية، لماذا اذاً يحدث فيها الفساد؟
عندما قال فرعون: "أنا ربكم الأعلى" كان بإمكان الخالق عز وجل ان يجعله هباء منثورا ساعة نطقه هذا الوصف، لكن الله قال لموسى وهارون "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"، وفيما آيات القرآن تحض على الرفق واللين مثل "وجادلهم بالتي هي أحسن"، "يريد الله بكم اليُسر ولا يريد بكم العُسر"، بل وحتى المشي"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما".
أما الفكر المتشدد فقد جلب لنا المصائب، أشعل فتيل كراهية هذا المذهب الإسلامي لأخيه المذهب الآخر، وكراهية أهل الذمة مع إنه يحق لنا أن نتزوج من بناتهم.
كما أنتج لنا جماعات إسلامية مجرمة تقتل باسم الإسلام، وفي دراسة لأستاذ زائر بجامعة "ويليسلي" بولاية ماساتشوستس الأميركية مصطفى أكيول يقول: "ان النهج المتشدد في إيران دفع كثيرا من الإيرانيين لاعتناق المسيحية، وان اعتناق المسيحية يزداد الآن في ايران"، واضاف: "الأمر لا يقتصر فقط على ايران، إنما نرى في كل دولة إسلامية مظاهر الاستبداد والعنف والتعصب"( انتهى كلامه).
لقد تشوهت صورة الإسلام في العالم، وأصبح العرب والمسلمون موضع سخرية واستهزاء في كثير من الدول، وعلى صفحات الجرائد العالمية، وتضررت مصالحهم نتيجة لانتهاج الفكر الإسلامي المتشدد، فأغلقت الحكومة الأميركية حسابات مصرفية لمواطنين عرب، وفرض الاتحاد الأوروبي القيود على دخول العرب أوروبا، وظهرت حملات الكراهية ضد العرب والمسلمين.
ومنعت الصين المسلمين فيها من الصوم، ونكلت بورما، ومازالت، بالمسلمين قمعاً واضطهاداً، وحدث أن إحدى شركات الطيران الأجنبية طردت مسافرا بعد ان تحدث اللغة العربية عند دخوله الطائرة خشية منه.
وتشوهت صورة الإسلام بسبب تطرف المسلمين، فهذا يقتحم بشاحنته جمعاً من الألمان في سوق عيد الميلاد في برلين، وهذا يفجر كنيسة قبطية في مصر لإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين.
انظروا الى حال المسلمين في العالم، لا أحد يحترمهم، ان ركبوا طائرة فهم مجرمون، وان هم دخلوا محلاً أو مطعما فيعتقد انهم يحملون في ثيابهم متفجرات، وإن ساروا في الطريق تعرضوا للسب والاعتداء.
وفي كل الحالات السابقة اُعتبر كل عربي أو مسلم بمثابة إرهابي، وتدهورت سمعة العرب، ومع ذلك يعتنق الكثيرون الإسلام.
وما نود قوله إنه لو اتخذ المسلمون الرفق واللين، والنهج الوسط المتسامح الذي يدعو إليه الإسلام فعلاً لكسبوا قلوب مئات الملايين من الناس في مختلف بقاع الأرض، وكانوا "قادة العالم بالقيم الإنسانية".
قديماً سافر من الكويت الشيخ عبدالله النوري والشيخ عبد الوهاب الفارس الى القدس فحملا الشمع في كنيسة القيامة يشاركون إخوانهم المسيحيين أعيادهم، وكنا في الستينات ونحن صغار نستمع الى الشيخ عبدالله النوري وهو يتحدث في التلفزيون حديثاً معتدلاً ممتعاً، هو أقرب لحديث الأب لأولاده ناصحاً لهم بمكارم الأخلاق.
لم نرَ حينذاك أي منشور يبث الفتنة بين المصلين، أو نستمع لخطب تؤجج المشاعر الطائفية، ولانهبٍ لأموال صندوق التبرعات بالمسجد، ولا فساد بوزارة "الأوقاف"، ولا خطبٍ هي أقرب للسياسة منها للدين!

[email protected]
آخر الأخبار