الخميس 15 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الإصلاحات التي تشهدها السعودية... ضرورة وليست ترفاً

Time
السبت 12 مايو 2018
View
5
السياسة
د. عبدالله راشد السنيدي

دولة في حجم المملكة العربية السعودية مساحة وسياسة واقتصاداً، ينبغي أن تكون مسايرة لما يجرى في العالم على المستوى الثقافي،لأن اندماجها فيه يعزز عقيدتها ومكانتها واقتصادها، وبخاصة أن الشريعة الإسلامية دين الحنيفية السمحة ودين كل زمان ومكان.
فالسماح للمرأة بقيادة السيارة أمر لا يتعارض مع أحكام الدين، لا سيما أن المرأة تشكل نصف المجتمع السعودي، وكان جاء المنع مسايرة لعادات وتقاليد ليس إلا، وإلا فكيف تحرم قيادة السيارة على المرأة السعودية بينما هي أمر مباح لبقية نساء العالم، بما في ذلك النساء في الدول الاسلامية، كما أن المرأة العربية فيما مضى كانت تمتطي الجمل وغيره من وسائل النقل، في ذلك الوقت فلماذا أجيز ذلك وحرم هذا، وهو أكبر دليل على أن حظر قيادة المرأة السعودية للسيارة في السابق ليس له مبرر مقنع؟
كما أن السماح بعرض برامج ترفيهية وثقافية اذ تعمل الإدارة التي استحدثت للإشراف على هذا القطاع على استقطاب برامج ترفيهية ومسرحية وغنائية مختارة، بما لا يتعارض مع قواعد الدين، وهو أمر لا إشكال فيه، فالإنسان في حاجة ماسة إلى تخصيص جزء من وقته للترويح والترفيه، لأن القلوب إذا تعبت كلَّت كما ورد في الحديث النبوي الشريف» روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت».
وكذلك السماح بالسينما، فهذه السينما التي بدأت عروضها في المملكة تتصف بالرقي، سواء في أماكن العرض أو مادته، واللذين يندر وجودهما في دول كثيرة، وتحظي بإشراف مؤسسة حكومية استحدثت لهذا الغرض، فهي سينما راقية ومراقبة، غير تلك السينما التي كانت موجودة قبل العام 1980، في الأندية الرياضية وبعض الفنادق، والتي كانت تعرض في صالات غير راقية، كما أن ما يعرض فيها يتم بمجهود فردي وغير مراقب من الجهة المعنية.
أيهما أفضل: سينما راقية من حيث المكان والمحتوى، علاوةً على خضوعها للرقابة، أم سينما عشوائية وغير مراقبة؟
ومن الخطوات الإصلاحية كذلك دعم السعودة في الوظائف في الشركات والمؤسسات الخاصة، وزيادة مساحة توظيف المرأة، وبقوة، سواء في الجهاز الحكومي أو القطاع الخاص، فالنساء شقائق الرجال، كما هي نظرة الإسلام.
إذاً فإن ما حصل ليس هدفه الترفيه ومتابعة ما يجرى في مجال الثقاقة العالمية فقط، رغم انهما عنصران مهمان للغاية، بل إن له مزايا عديدة منها زيادة الترابط الإجتماعي بين المواطنين، وقضاء وقت الفراغ في أشياء مهمة وإضافة مورد إقتصادي مهم للدولة.
وبعد فإن هذه الخطوات الإصلاحية غير المسبوقة التي تتم في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، هي بداية لخطوات إصلاحية مقبلة بإذن الله، والتي سوف تعطي في مجموعها المملكة وجهاً جديداً ومشرقاً في مجال التسامح والوسطية ومسايرة حركة الثقافة العالمية.

كاتب سعودي
آخر الأخبار