الإضراب الشامل يعمّ مدن فلسطين ويشلّ الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة

رام الله، عواصم، وكالات: عمّ الإضراب الشامل المحافظات الفلسطينية كافة، أمس، تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في مدينة نابلس أول أمس الأربعاء.
ووفق وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا)، فقد "شل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمصارف، والمحلات التجارية، وسط دعوات  لجميع الفلسطينيين إلى الاستمرار بفعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب".
وذكرت القوى الوطنية، في بيان لها، أن هذا الإضراب يأتي إسنادا لأهالي نابلس العصية على الانكسار، مشددة على أن شعبنا الوفي سيدافع عن نفسه أمام فاشية الاحتلال ولن ترهبه المجازر. كما أصدرت الفصائل الفلسطينية عددا من البيانات الصحافية المنفصلة اجمعت فيها على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل الوسائل الممكنة ردا على الجرائم التي ترتكبها في الضفة الغربية والقدس.
وفي غزة، قصفت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس موقعين للمقاومة الفلسطينية بعدد من الصواريخ دون أن يبلغ عن إصابات بشرية.
وذكر شهود عيان ان القصف استهدف موقعا غرب مدينة غزة واخر قرب مخيم (البريج) وسط القطاع ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة داخل الموقعين وأضرار طفيفة ببعض منازل المواطنين المجاورة.فيما أعلن جيش الاحتلال في وقت سابق اعتراض منظومة (القبة الحديدية) الاسرائيلية الدفاعية لقذائف صاروخية اطلقت من قطاع غزة.
وفي غضون ذلك استشهد شاب فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم (جنين) قبل أسبوعين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان ان الشاب محمد أبوصباح (29 عاما) استشهد في مستشفى النجاح في (نابلس) حيث كان يتلقى العلاج جراء اصابته بجروح خطيرة في البطن من قوات الاحتلال، ما يرفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي إلى 63 في الضفة الغربية وشرق القدس منذ بداية العام الجاري.
وردا على الانتهكات المستمرة أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أن بلاده طلبت عقد اجتماعات طارئة لكل من مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، لتوفير "الحماية الدولية" للشعب الفلسطيني، فيما قال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن اجتماعا سيعقد للسفراء العرب لدى الأمم المتحدة، لمناقشة مسألة التحرك في مجلس الأمن الدولي في ما يخص توفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وأضاف منصور أنه نقل إلى الأمين العام للأمم المتحدة اليوم تفاصيل مجزرة نابلس، وأبلغه بمطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة في إنهاء هذه المجازر وتوفير الحماية الدولية.
بدوره قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ -عبر تويتر- إن القيادة الفلسطينية "تدرس بعمق اتخاذ خطوات على المستويات كافة"، وذلك "في ظل استمرار الجرائم الإسرائيلية".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق لسقوط قتلى وجرحى في نابلس خلال العملية الأمنية الإسرائيلية.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من مستويات العنف في إسرائيل والضفة الغربية، وتخشى أن تؤدي مداهمة شنتها القوات الإسرائيلية هناك إلى انتكاسة للجهود المبذولة لاستعادة الهدوء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن واشنطن تتفهم المخاوف الأمنية لإسرائيل، لكنها قلقة للغاية بسبب العدد الكبير من الإصابات والقتلى المدنيين، لافتا إلى ان الإدارة الأميركية اجرت محادثات مثمرة في الأيام الأخيرة مع شركائها الإقليميين لدعم الجهود لمنع المزيد من العنف.