الدولية
الإضراب يشلُّ محافظات العراق وموظفو "العتبات" ينضمون للمُحتجين
الأحد 17 نوفمبر 2019
5
السياسة
بغداد - وكالات: نظّم الآلاف من العراقيين أمس، إضراباً طوعياً عن العمل تم فيه إغلاق عدد من الأبنية الحكومية والمدارس والأسواق والمحال التجارية، في مشهد غير مسبوق، دعماً لمطالب التظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها بغداد وتسع محافظات، للمطالبة باستقالة الحكومة وحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة في البلاد.وأعلنت محافظات بابل وواسط وميسان وذي قار "اعتبار أمس الأحد عطلة رسمية، على خلفية الإعلان عن الإضراب العام عن العمل لدعم التظاهرات الاحتجاجية الكبرى".وقال شهود عيان إن الآلاف من طلاب المدارس والجامعات وموظفي العتبات المقدسة والدوائر الحكومية خرجوا إلى الشوارع في مناطق متفرقة من بغداد، وعدد من المحافظات لتأييد مطالب المتظاهرين.وأضافوا إن السلطات الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى أغلقت الطرق والجسور، ونشرت قوات إضافية لمنع تدفق المشاركين في الإضراب من الوصول إلى ساحات التظاهر للمشاركة في التظاهرات.وأكد متظاهرون أن مجرد إعلان الإضراب العام هو انتصار لمطالب المتظاهرين حتى وإن كان إضراباً طوعياً أو حتى لو اقتصر ذلك على إيقاف العمل أو التجمع أمام الأبنية الحكومية من دون الوصول إلى ساحات التظاهر أو الخروج إلى الشوارع.من جانبه، قال قائد شرطة واسط العميد علي حسن أمس، إن "هناك تعاوناً بين القوات الأمنية والمتظاهرين وتم تشكيل دوريات بالتعاون مع المتظاهرين لحماية ساحة التظاهرات"، فيما أفادت أنباء صحافية بدخول تعزيزات عسكرية، إلى قضاء الغراف بمحافظة ذي قار، لمنع المتظاهرين من استهداف بيوت المسؤولين الحكوميين وحرقها.وفي بغداد، دعا المتظاهرون للاعتصام قرب الجسور الرئسية المؤدية إلى المنطقة الخضراء، سيما بعد سيطرة المتظاهرين على أجزاء من جسر السنك، كما أعلن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لتنظيم اليوم الإثنين تظاهرات تحت مسمى "يوم الضجيج" باستخدام أدوات موسيقية.وشهدت ساحة التحرير عرساً لطبيبين متطوعين أصرا على البقاء في الساحة لحين تنفيذ مطالب المتظاهرين، وقضاء شهر العسل في الخيمة الطبية وسط التحرير لعلاج المصابين.وكانت ساحتا التحرير والخلاني، معقل الاحتجاجات وسط بغداد، شهدتا أمس، توافد الآلاف من العراقيين، بينهم أعداد كبيرة من طلبة المدارس والجامعات من دون تسجيل اي اشتباكات او احتكاك مع القوات الأمنية.وفي النجف، تجددت التظاهرات، حيث يتوافد المتظاهرون بأعداد كبيرة إلى ساحة الاعتصام في المدينة بمشاركة العشائر، دعماً للمحتجين، مطالبين بإصلاح العملية السياسية في البلاد.وفي كربلاء، انضم تجار المحافظة إلى حركة الاحتجاجات، حيث أقفلوا محالهم التجارية، وعلقوا لافتات عليها، تعبيراً منهم عن تضامنهم مع التظاهرات.وفي البصرة، أقدم المحتجون على قطع العديد من الطرق والجسور بالإطارات المحترقة وعطلوا الحركة في المحافظة صباحاً، وذلك بهدف إلزام الجميع بالإضراب العام.وذكرت أنباء صحافية أن موظفي الموانئ والشركات النفطية في الزبير، المجاورة للبصرة، لم يتمكنوا من الوصول الى مقرات عملهم بسبب قطع الطرق، مضيفة إن الطرق افتتحت في وقت لاحق، وعادت الحركة الى وضعها الطبيعي.وفي الديوانية، توقف الدوام الرسمي بشكل تام في المؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات استجابة لدعوة الاضراب.وكان زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر دعا في وقت سابق، إلى دعم التظاهرات بالإضراب عن العمل ليوم واحد لجميع الموظفين وطلبة الجامعات والمدارس في مشهد غير مسبوق في تاريخ العراق. على صعيد آخر، كشف المتحدث باسم الحكومة سعد الحديثي أمس، أن التعديل الوزاري الذي سيقوم به رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي سيشمل وزارات خدمية واقتصادية استجابة لمطالب المتظاهرين.وقال إن "عبد المهدي عازم على التعديل الوزاري، وحالياً يحضر للأسماء المرشحة للوزارات التي يريد تعديلها وينتظر اكتمالها ثم إرسالها إلى مجلس النواب لغرض التصويت عليها"، مضيفاً إن الاختيار سيكون بناء على معايير بعيدة عن الكتل السياسية ووفق قناعات رئيس الحكومة.إلى ذلك، أكد مصدر طبي أمس، أن نحو 700 إصابة خلال التظاهرات أدرجت ضمن الإعاقات المزمنة، مشيراً إلى أن العديد من الحالات ما زالت في المستشفيات.وقال إن "الإصابات التي سجلت خلال فترة التظاهرات متباينة، تضم حالات اختناق بالغاز، وحالات دهس، وإصابات مباشرة بالرصاص الحي"، وغالبية الإصابات كانت مباشرة بقنابل الغاز، وبعضها بالرصاص الذي أصاب أطراف المتظاهرين.وأضاف إن بعض الإصابات كانت قريبة من النخاع الشوكي، وتسببت في حالات إعاقة.من جهة أخرى، أحبط "الحشد الشعبي" مخططات لتنظيم "داعش" للسيطرة على بعض المناطق بمحافظة كركوك، فيما قتل أربعة جنود وستة "دواعش" شمال غرب الموصل.