صدر أخيراً في الكويت كتاب هام وشامل بعنوان "الإعلام في خدمة التنمية" لمؤلفه الدكتور الإعلامي عدنان محرز، وهو عبارة عن بحث موثق وموسع حول الإعلام الاقتصادي العربي ودوره في التنمية قدم فيه المؤلف رؤية تحليلية تفصيلية لواقع الإعلام الاقتصادي العربي مع التركيز على تجربة الكويت العريقة في هذا المجال.ويشير الكتاب إلى أن الإعلام الاقتصادي العربي حديث النشأة ولم يرق حتى الآن إلى المستوى المطلوب، ذلك أن الإعلام العربي بشكل عام كان إلى زمن غير بعيد، له طبيعة سياسية فرضتها ظروف المنطقة وأحداثها. و أنه لم يشهد أي تطور إلا في السنوات الأخيرة وذلك مع تطور الاقتصاد نفسه، وتحوله إلى اقتصاد السوق عندها فقط نما دور الإعلام وازداد اهتمامه في النشاطات الاقتصادية والأعمال، لتبين أن الاعتقاد السائد بأن الإعلام ذو علاقة بالسياسة وما يتبعها فقط إنما هو اعتقاد يفتقر إلى الدقة، فقد أظهرت الوقائع أن لوسائل الإعلام الحديثة قدرة كبيرة على التأثير وتوجيه اهتمامات الناس ورغباتهم وتعريفهم بأفضل السبل إلى إدارة رؤوس أموالهم واستثماراتهم وتعريفهم بما يحصل في مختلف أرجاء العالم مما يساعدهم أيضاً على حسن الاختيار والتوجه للأماكن الأنسب للعيش والعمل والاستثمار.ثمانية فصولقسم الكتاب إلى ثمانية فصول تناول الفصل الأول موضوع التنمية وأسهب في تعريفها وشرح مفهومها وتحليلها مؤكداً أن الإنسان صانع وهدف للتنمية وأن الحرية أساسها، فالتنمية تتطلب إزالة كافة الموانع التي تعيق الحرية مثل: الفقر، الطغيان، انعدام الفرص الاقتصادية، التفرقة الاجتماعية، إهمال الطاقات البشرية نقص الخدمات، الإفراط في ممارسة القمع من الدولة.وتحدث الفصل الثاني عن تاريخ الاتصال وتطوره وتطور وسائل الاتصال منذ القديم وبين أن عملية الاتصال ونقل الأخبار قديمة قدم البشرية نفسها، قبل 4 آلاف و400 سنة على سبيل المثال كان رجال الأخبار في ميسوبوتاميا "العراق" ينقلون الأخبار اليومية القادمة. وكانت الأخبار تنشر على ألواح من الطين، هذه الألواح - ورغم أن معدل توزيعها لم يكن يضاهي معدلات توزيع صحفنا الحالية - إلا أنها كانت أكثر استمرارية.تجربة الكويتهيمنت تجربة الكويت في المجال الإعلام على مجل الفصل الثالث وتم تناول تاريخ الصحافة الكويتية وتعداد الإصدارات المتنوعة وتحدث أيضاً عن ملامح هذه الصحافة ومراحل تطورها وركز على الجانب الاقتصادي منها. كما تناول فورة الصحف التي جرت منذ العام 2006 وتحدث عن الصحف الالكترونية الناشئة، وفرد باباً خاصاً للحديث عن الإعلام الاقتصادي الكويتي ثم ختم بالحديث عن طبيعة الإعلام الاقتصادي العربي ككل.العوامل التي أثرت بالصحافة الكويتيةفي الفصل الرابع يتحدث الكتاب عن العوامل التي أثرت في الصحافة الكويتية وتأثرها بالصحف العربية والغربية ويعرض لشهادات عدد من قدامى الصحافيين العرب الذين كان لهم دور في نشأة ومسيرة الصحافة الكويتية. وأبرز هذا الفصل أيضاً حرية التعبير في الصحافة الكويتية.وعني الفصل الخامس بواقع الإعلام العربي الراهن وأبرز مافيه وهو الرقابة وحال الصحافيين والإجحاف المادي بحقهم وآفاق الحرية وغيرها الفصل السادس كرس جله للإعلام الحديث (الرقمي) والعلاقة بينه وبين الإعلام التقليدي وأثر الإعلام الحديث على الصحافة الورقية ووسائل الإعلام التقليدية ويطرح سؤالاً هاماً: هل تختفي الصحف الورقية؟خاتمة الكتاب هي مضمون الفصل السابع وفيه يعيد الكاتب التأكيد على أن الإعلام الاقتصادي يلعب دوراً هاماً في صياغة الاقتصاد الوطني ولا يقتصر دوره على نقل الأخبار الاقتصادية فقط بل عليه أن يقدم التحليلات الاقتصادية، الدراسات، التفسيرات وأن يساعد في توجيه صانعي السياسات الاقتصادية على المستويين الفردي والرسمي ويسهم في تشكيل المفاهيم الاقتصادية والتنبؤ بالمستقبل.

غلاف الكتاب