الأربعاء 02 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الإعلام ودوره في تنمية وفاعلية الأوقاف (1من 2)

Time
السبت 15 يوليو 2023
View
13
السياسة
سلمان بن محمد العُمري

هناك العديد من القضايا والتشريعات الإسلامية التي ظَّلت غائبة عن التناول والطرح الإعلامي السليم، أو يتم تناولها نادراً أو عرضاً بين ثنايا الحديث وجزئياته، ومن ذلك: الوقف الذي يجب أن يكون أول الأنشطة التي ينبغي أن تقدم لجمهورها، وفق أفضل قنوات وأساليب الاتصال الحديث الملائمة، لا سيما أنها في واقع الأمر تمثل نشاطاً اتصالياً يستهدف تغيير واقع الناس إلى الأفضل والأمثل، والإعلام شريكٌ ستراتيجي في تنمية وإدارة الوقف.
ففي عصر الإعلام والاتصال أصبح من الأهمية بمكان استغلال قنوات الاتصال والإعلام كافة؛ للتعريف بالوقف واستثماراته، وهذه الشراكة تنبني على وضع خطط وبرامج مشتركة بين الإعلام وإدارات الأوقاف الحكومية والأهلية؛ لإبراز الأعمال الوقفية، وتوفير المعلومات اللازمة عنها، واستغلال الإعلام كذلك لتوعية الجمهور بدور الوقف ووجوب تنوعه في مجالات التنمية، والصحة والتعليم وغير ذلك.
إن دور الإعلام في مجال الوقف كبير، فلا يمكن الوصول إلى الغاية النبيلة التي من أجلها شُرِعَ الوقف إلا بالتوجيه، والتناصح، والتوعية، والشفافية لعموم الناس، ووسائل الإعلام، والقيمون عليها هم قاعدة ذلك وبوابته.
فالوقف يجسد أروع صورة من صور التكافل الاجتمـاعي التـي نادى بها ديننا الحنيف، والمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
وفي هذا العصر الذي صار للإعلام الدور البارز الكبير فيه، ذلك لأن توجيه الأمة وتوعيتها دلالة لها على الخير، الذي للدَّال عليه كأجر فاعله، والله تعالى يقول في محكم تنزيله: "وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج، 77)،ومن منّا لا يسعى إلى الفلاح والنجاح والسعادة المقيمة.
إن علينا توضيح الحقيقة لمن التبست عليه، وتنبيه من غفل عنها، وهي أن أعمال الأبدان تنقطـع بمـوت الإنسـان فلا يبقـى لـه إلا ما أبقاه من عمل صالح يستمر ثوابه له بعد الموت، وذلك ما أخبـر به الحديث الصحيـح: "إذا مات ابن آدم انقطـع عملـه إلا مـن ثـلاث، إلا مـن صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".
فالوقف في الإسلام صدقة جارية إلى ما شاء الله، ولأهمية تكامل وتكاتف مختلف قطاعات المجتمع لإحياء سنة الوقف، فإن وسائل الإعلام بأشكالها كافة ينبغي أن تنظم حملات مكثفة؛ للتوعية بأهمية دور الوقف في المجتمع الإسلامي، وحض رجال الفكر والأدب على المشاركة في هذه الحملات، إضافة إلى العلماء والمشايخ من الدعاة وطلبة العلم والأئمة والخطباء، من خلال الندوات التلفازية والإذاعية، والمجلات، والصحف، ووسائل الإعلام والاتصال الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي)، مع أهمية التنويه إلى ضرورة مشاركة رجال المال والاقتصاد، والسياسة والتخطيط؛ لتحقيق الغاية المرجوة.
فكلما تضافرت الجهود على تأدية عمل معين كان له أثره القوي البارز في صلاح حياة الفرد والأمة، مما يرجى معه أن يكون الثواب عند الله أجزل وأعظم.
إن موضوع الوقف من الموضوعات المهمة في تنميـة المجتمـع، ومـع ذلـك يغيب جوهر تشريعه وحكمته عن بال الكثير من المسلمين المعنيين به؛ مما يؤثر سلباً على درجة الاستجابة له؛ لعدم وجود ما يُذكّر به، ويؤكد حاجة المسلمين له، سواء من الموقفين أو المنتفعين به.
ولا شك أن ذلك مما يشجع على دراسة هذا الموضوع والبحث فيه وعلاقة الإعلام به، ولكي يتم تحديد جوانب تلك العلاقة والخروج منها برؤية تسهم في الإفادة منها وفق عناصر مرسومة، وفقاً لتساؤلاتها التي تتلخص في الآتي:
1- ما خصائص الوقف الإعلامية؟
2- كيف يتم التأثير الإعلامي في الجمهور؟
3- ما دور الإعلام في التوعية بعامة؟
4- ما دور الإعلام في التوعية بالأعمال الخيرية؟
5- ما دور الإعلام في التوعية بالوقف؟
... يتبع

كاتب سعودي

[email protected]
آخر الأخبار