"الإفريقي" يُحذر من انزلاق السودان إلى حرب أهلية تُهدد المنطقة

الرياض، الخرطوم، عواصم - وكالات: على وقع التصعيد بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، حذر الاتحاد الأفريقي من تحول القتال الدائر في السودان إلى حرب أهلية، بينما دانت الرياض وواشنطن تجدد القتال بين طرفي النزاع، وأكدتا على أن الحل العسكري للصراع غير مقبول.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي خلال افتتاح قمة إيغاد في جيبوتي أمس،إنه في حال لم يتوقف القتال فورا فستحدث حرب أهلية في السودان، مضيفا أن الأوضاع التي تتفاقم في السودان تصل إلى حد تهديد المنطقة بأكملها، معتبرا أن الأزمة التي يمر بها السودان تمثل تهديدا كبيرا لوجوده، واصفا إياها بعملية دمار ذاتي.
من جانبه، قال الأمين العام لهيئة "إيغاد" وركنه جيبيهو إن الانعكاسات الخطيرة للأزمة في السودان على المنطقة تتطلب تصرفا سريعا من إيغاد، داعيا إلى وقف لإطلاق النار في عموم السودان، مضيفا أن لدى الهيئة الآليات اللازمة لجعل الأطراف السودانية تجتمع على طاولة المفاوضات وستسعى إلى ذلك.
بدورها، كشفت مصادر مقربة من الاجتماع إنه من المتوقع أن يتم الكشف خلال الاجتماع عن خريطة الطريق الجديدة لمنظمة إيغاد الرامية إلى حل الأزمة السودانية، مضيفة أن لجنة الوساطة الرئاسية المكونة من جيبوتي وجنوب السودان وكينيا سترفع تقريرها إلى قمة إيغاد بشأن الأزمة في السودان، ومن أبرز نقاط التقرير وقف القتال الدائم وإيصال المساعدات الإنسانية وبدء حوار سياسي يمهد لإنهاء الأزمة.
وقبل ذلك، دانت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، بشدة تجدد العنف في السودان فورَ انتهاء الهدنة، وأكد الطرفان استعدادَهما لاستئناف المحادثات إذا تَقيّد طرفا الصراع بإعلان جدة، كما أكدا أن الحلَّ العسكري للصراع في السودان غير مقبول.
وفي الوضع الميداني، افاد شهود عيان ومصادر محلية، بسماع أصوات أسلحة ثقيلة قرب المنطقة الصناعية وحيي الرميلة والحلة الجديدة غرب الخرطوم، إضافة إلى سماع دوي انفجارات في أم درمان وتصاعد أعمدة الدخان وتحليق للطيران في سماء مدن الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، فيما استمر لليوم الخامس على التوالي تصاعد أعمدة الدخان بكثافة حول مخازن رئيسية للوقود جنوب الخرطوم على خلفية معارك عنيفة كانت قد دارت بين الطرفين وحول مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية التابعة للجيش.
في غضون ذلك، قال الجيش السوداني، إن قوات الدعم السريع استهدفت المناطق السكنية في الأزهري والسلمة جنوب الخرطوم بالقصف المدفعي والصاروخي، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، شملت قتل عشرات الجنود وتدمير العشرات من الآليات العسكرية، لافتا إلى ان عدداً من أفراده قتلوا أو أصيبوا خلال عمليات تمشيط في مناطق بالعاصمة الخرطوم، وحذر من وجود أفراد من الدعم السريع في ملابس مدنية ويستخدمون السيارات المدنية في تحركاتهم ويحتمون بمنازل المواطنين
في المقابل، قالت قوات الدعم السريع في بيان، إنها صدت محاولات الجيش للهجوم عليها في عدد من المحاور بالخرطوم، موضحة انها دمرت أعدادا كبيرة من العتاد بلغت أكثر من 70 مركبة وآلية وأسرت المئات من قوات الجيش شرقي الخرطوم، وسيطرت على 5 دبابات وأحرقت دبابتين جنوبي الخرطوم.
وجددت الدعم السريع التأكيد على الالتزام التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات بما يحقق الاستقرار لشعب السوداني.
بدورها، قالت نقابة أطباء السودان إن مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور على الحدود مع تشاد تحولت إلى مدينة أشباح ليس فيها سوى رائحة الموت. فيما كشف النقابة في أخر تحديث أصدرته، عن ارتفاع عدد شهداء القطاع الصحي نتيجة المعارك الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى 21 شهيداً.