الإفلاس الإعلامي

طلال السعيد

يقال بالامثال ان التاجر المفلس يفتش بالدفاتر القديمة، وهكذا حال الاعلام عندنا، لا سيما "تلفزيون الكويت" غير المشاهد، اذ بعد ان افلس اعلاميا اخذ يعيد احياء انتاج نجوم الزمن الجميل، حسين عبدالرضا وخالد النفيسي وحياة الفهد، وغانم الصالح وسعاد عبدالله وغيرهم، وهم نجوم صنعهم الاعلام الكويتي في زمن الشيخ جابر العلي، رحمه الله، فهل انتم تعيدون انتاج اعمالهم متصورين ان هذا طريق الابداع، ولم تسألوا انفسكم ماذا صنعتم انتم؟
هل تتصورون ان برنامج ايريال ابوعدنان، الذي يذاع بعد الافطار مباشرة يعفيكم من مسؤولية الابداع والابتكار، وصنع نجوم جدد يكونون سفراء للكويت في كل مكان، ويعيدون للدراما الكويتية اعتبارها من جديد، ويثرون الساحة الفنية بإبداعات جديدة تلفت الانظار، ام تتصورون ان الحيل الاعلامية تنطلي على الناس، ويصدقون ان هناك ابداعا في دمج الماضي الجميل بالحاضر المتواضع، فأين النجوم الواعدة؟
نحن نعلم، وانتم كذلك تعلمون، أن عندنا من المواهب والنجوم والمبدعين عدد لا يستهان به، وعندنا من الامكانات ما لم يتوافر حتى لابوعدنان وصحبه، او لذلك الجيل كله، ولكنها سياسة الاقصاء ومحاربة المبدعين، ورفض الاعمال الكويتية من دون مبرر، بحجة الميزانية، وغياب الحس الاعلامي الحقيقي، مع وجود المحسوبيات، والحسد، وعدم اعطاء الفرصة، وتجاهل المبدعين، وعدم وجود المسؤول المهني بين تلك الاسماء التي تتبوأ مناصب كبيرة في وزارة الاعلام.
فقد يكون اسم او اسمين اوثلاثة ناجحين كإداريين، لكنهم لايستطيعون ان يكونوا اعلاميين يتبنون صناعة نجوم الحاضر او المستقبل، على خطى جابر العلي وسعود الناصر!
رسالة الفن والابداع رسالة في غاية الاهمية جعلت من دولة الكويت في يوم من الايام "هوليوود الخليج"، وسوقت للمجتمع الكويتي واللهجة الكويتية الاصيلة في جميع الدول العربية، ودخلت الدراما الكويتية الجادة كل بيت عربي.
طامة كبرى حين لا يكون هناك ايمان بدور الاعلام، ذلك الدور الخطير والمهم جدا، وتقتصر اهمية الاعلام عندنا على استقبل وودع، وبعث ببرقية تهنئة وتعزية.
ويتصور المسؤول انه بذلك يكون قد ادى الواجب الاعلامي على اكمل وجه، و"المعازيب" راضين، وهكذا انتهى الدور الريادي للاعلام الكويتي الرسمي مع الاسف، ونحن نتحسر ونحن نرى غير المهنيين يقفون على اطلاله، والمشكلة انهم مقتنعون ان الابل تورد بهذه الطريقة...زين.