الأخيرة
الإفلاس السياسي!
الخميس 06 أكتوبر 2022
10
السياسة
طلال السعيدلكل من يسمع عن الافلاس السياسي ولا يعرفه، نقول له تابع ما يجري حاليا على الساحة السياسية، وانتبه الى بعض الخطب التي تصدر عن غير ذي صفة، وتابع الترضيات هذه الايام، لتعرف المعنى الحقيقي للافلاس السياسي. مثال ذلك حين يحاول ان يتصدر المشهد أحدهم بخطب حماسية، وهو ليس عضوا في مجلس الامة، ولم يسمح له بالترشيح من الاساس، ومع ذلك يلقي الخطاب تلو الخطاب، ويحاول تصنيف الاعضاء" هذا معنا" و"هذا ضدنا"، ويحاول كذلك توجيه اعضاء المجلس المنتخب، بل وتوجيه سياسة الدولة كلها، وكأنما هو رئيس حزب الاغلبية في المجلس، او الوصي على الاعضاء الجدد، فيقيم اداء هذا ويبعد ذاك. ثم يهدد ويتوعد متصورا أنه رئيس الظل الذي بيده الحل والعقد، حتى اصبحنا حين نسمع خطبه الكثيرة نتذكر "الربيع العربي" الذي ولى، وولى زمانه الى غير رجعة، بينما لا يزال هذا المفلس سياسيا، ومن على شاكلته، يبحثون لهم عن دور!قديما قيل رحم الله امرأ عرف قدر نفسه فلزم حده، ولزوم الحد فضيلة لا يقدر عليها المفلسون سياسيا الذين يتصورن انهم هم الضرورة التي تحتاجها الناس، لذلك لا بد من تحرك شعبي جاد يقصي اهل الافلاس السياسي، ليتفرغ الناس لمتابعة الاداء البرلماني للنواب الجدد، ومحاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة، فهذا بالضبط دور الرقابة الشعبية التي نحن احوج ما نكون اليها حاليا. والاهم ان الشارع الكويتي يرفض وبشدة كل عضو يوجه من الاخرين، او يسلم عقله لغيره، او يترك غيره يفكر بالنيابة عنه، او يوجهه، فليس هناك وصي، وليست هناك وصاية، ولم يعد مقبولا هذا التصعيد الذي يتعمده البعض من اجل التأثير على السياسة العامة.نقول: عسى الله يسترها، فالبداية لا تبشر بالخير، واتحدى اي مراقب يعرف الى اين سوف تصل الامور، فالموضوع اكبر بكثير من استقالة وزير بسبب وجود وزير لا يرغب فيه، او اسم معين عليه تحفظ، ومن يريد ان يعرف فعليه ان يقرأ ما وراء السطور... زين؟