الإكثار من الـ"باراسيتامول" يؤدي إلى فشل الكبد

قد يؤدي تناول البعض باستمرار الـ"باراسيتامول" في مرحلة ما من حياتهم إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض الكبد التي ترتفع معدلات الوفيات فيها منذ عام 1970 بنسبة 400 في المئة.
في المملكة المتحدة، يموت ما يزيد على 40 شخصا يوميا بسبب أمراض الكبد، ويمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الكحول أو السمنة المفرطة إلى تلف خلايا الكبد والتندب، ما قد يقود إلى مرحلة من الندبات المتقدمة في الكبد تُعرف بالتليف.
ونشرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية، امس، مع ذلك يبقى عامل الخطر الأقل شهرة للمرض هو تسمم الـ"باراسيتامول" الذي رغم أنه علاج فعال للألم الخفيف إلى المتوسط ​​والحمى عند البالغين والأطفال، إلا أن له مخاطر عدة، لذا ينصح باستخدامه وفقا لتوجيهات الطبيب، فيما يجب عدم تجاوز الحد الأقصى للجرعة خلال فترة 24 ساعة، إذ إن جرعة زائدة منه أحد الأسباب الرئيسة لفشل الكبد الحاد.
منذ عقود عرف العلماء أن الـ"باراسيتامول" بكميات كبيرة يصبح شديد السمية للكبد، لكن آلية التسمم به استعصت عليهم حتى اليوم.
في هذا الشأن، قال الدكتور ليونارد نيلسون، من جامعة "إدنبرة" إن: "الباراسيتامول هو أفضل علاج للألم في العالم، لأنه رخيص الثمن ويعتبر آمنا وفعالا عند تناوله بجرعة علاجية".
وأضاف: "رغم ذلك، يظل تلف الكبد الناجم عن الأدوية مشكلة سريرية مهمة وتحديا لتطوير عقاقير أكثر أمانا".
وشدد على أن "تعزز النتائج التي توصلنا إليها الحاجة إلى اليقظة في استخدام الـ"باراسيتامول"، ويمكن أن تساعد في اكتشاف كيف يمكن منع الضرر الناجم عن استخدامه المفرط".
وكانت دراسة نشرت في مجلة "سيانس" الطبية كشف فيها الاطباء كيف يمكن للدواء أن يدمر الكبد عبر الإضرار بالروابط الهيكلية الحيوية بين الخلايا المجاورة في العضو.
إذ عندما تتعطل وصلات جدار الخلية هذه، المعروفة بالوصلات الضيقة، تتلف أنسجة الكبد ما يؤدي بدوره إلى عدم قدرة الخلايا على العمل بشكل صحيح.
فيما أعلنت مؤسسة "ليفر ترست" البريطانية أن الجرعات الزائدة الخطيرة من الـ"باراسيتامول" تحدث مرتين في كثير من الأحيان في بريطانيا مقارنة ببقية أوروبا.
وكشفت في تقرير عن فشل الكبد المرتبط بالـ"باراسيتامول" والذي يكون شديدا لدرجة أن المريض يحتاج إلى عملية زرع، يحدث في المملكة المتحدة ثماني مرات أكثر من هولندا، ومرتين أكثر من فرنسا، و66 مرة أكثر من إيطاليا.
وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجريت على سبع دول بتكليف من الوكالة الأوروبية للأدوية أن إرلندا فقط كانت أسوأ من بريطانيا.
ووفقا لدراسة أجرتها المؤسسة ذاتها، فإن "الجرعات الزائدة من الـ"باراسيتامول" تمثل 20 في المئة من عمليات زرع الكبد في جميع أنحاء أوروبا، لكنها ترتفع إلى 52 في المئة في إرلندا و28 في المئة في المملكة المتحدة، وتنخفض إلى واحد في المئة في إيطاليا".
وقد حدد العلماء في الدراسة العلامات التي قد تشير إلى ان الشخص معرض لخطر الإصابة بأمراض الكبد وهي ما يلي: ظهور اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، وألم وتورم في البطن، تورم في الساقين والكاحلين، وحكة في الجلد، ويكون لون البول غامقا، فيما لون البراز شاحب، كما يعاني الشخص المهدد بالاصابة من التعب المزمن، والغثيان أو القيء.
اما عن الجرعة اليومية الموصى بها من الـ"باراسيتامول" يوميا، فقد حددها الاطباء بالدراسة على النحو التالي: الجرعة اليومية القصوى للبالغين من هي 4 غم، مع جرعة موصى بها من 352-650 مغم كل 4-6 ساعات، أو 1 غم كل 6 ساعات.