الدولية
الإمارات تشيّد "بيت العائلة الإبراهيمية" احتفاءً بزيارة بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر
الأربعاء 06 فبراير 2019
5
السياسة
أبوظبي، عواصم - وكالات: أمر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، بتخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم "بيت العائلة الإبراهيمية"، تخليدا لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وإطلاقهما من أبوظبي "وثيقة الأخوة الإنسانية".وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن المعلم الديني الفريد يرمز إلى حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في مجتمع الإمارات، كما أنه سيستقي نهجه من الوثيقة التاريخية التي وُقّعت في الإمارات بين الإمام الأكبر وقداسة البابا، والتي تُبشر بعهد جديد للإنسانية، تتقارب فيه الشعوب والطوائف والأديان باختلافاتها وتنوعاتها، مؤكدة أن الصرح الجديد سيكون أحد المعالم البارزة على مستوى الدولة والعالم.وفي نفس الإطار، أصدرت الإمارات طابعا بريديا تذكاريا يحمل صورة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس، بمناسبة الزيارة التاريخية لهما، بينما أصدر المركز الإعلامي للأزهر الشريف فيلما قصيرا حول إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية عبر صفحته على "يوتيوب".في غضون ذلك، بدأ مجلس حكماء المسلمين مرحلة نشر بنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي تهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية وبناء جسور التواصل والتآلف والمحبة بين الشعوب إلى جانب التصدي للتطرف وسلبياته.وقال أمين عام مجلس حكماء المسلمين سلطان الرميثي، إن المرحلة المقبلة تتضمن عقد لقاءات وندوات وتنظيم ورش عمل مع المؤسسات والقيادات الدينية في العالم لتعميم بنود الوثيقة على أوسع نطاق، مضيفا أن الزخم الإعلامي والاهتمام العالمي الذي صاحب لقاء الأخوة الإنسانية على أرض الإمارات، ساعد في إيصال هذه الاتفاقية التاريخية للعالم، مثمنا دور وسائل الإعلام المحلية والعالمية في نقل المعاني السامية التي حملتها الوثيقة للبشرية جمعاء.على صعيد متصل، توالت الاشادات بوثيقة الأخوة الإنسانية، التي اعتبرها الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة محمد البشاري، فرصة جادة لدعاة السلام للعمل بمبادئها، مشيرا في مقر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بجنيف أن قوتها إنها جمعت بين الإرادة السياسية للقيادة الرشيدة للإمارات وبين عزيمة القيادات الروحية للطوائف الدينية في السير نحو الوئام والتعاون على الخير.من جانبها، اعتبرت المديرة السابقة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إيرينا بوكوفا، أن وجود شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان معاً يبعث الأمل في تحقيق الأخوة الإنسانية، واصفة المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية بأنه "تاريخي مهم، ويوجه رسائل قوية للعالم كله تساعد في تعليم الناس أهمية التعايش وقبول ثقافة الآخر وتحقيق الأخوة الإنسانية وتعزيز التكافل والتضامن بين البشر لمواجهة العنف والتطرف".بدوره، وصف القائم بأعمال وكيل الأزهر الشيخ صالح عباس، وثيقة "الأخوة الإنسانية" بأنها بوصلة للأجيال القادمة للمساهمة في عالم يسوده الأمن والسلام، مضيفا أن الوثيقة تدعو لالتقاء الشرق مع الغرب، بما يسهم في تكامل الحضارات والثقافات، لضمان حياة كريمة لجميع البشر.