السبت 07 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الإمارات تطلق جائزة "الأخوة" وتشيّد مسجد "الطيب" وكنيسة "فرنسيس"

Time
الثلاثاء 05 فبراير 2019
View
5
السياسة
أبوظبي - وكالات: غادر بابا الفاتيكان البابا فرنسيس أبوظبي، بعد ترؤسه قداسا تاريخيا أقيم في مدينة زايد الرياضية، وذلك في ختام زيارة رسمية امتدت ثلاثة أيام.
وتجمع نحو 180 ألف شخص بينهم آلاف من المسلمين في ملعب بمدينة زايد الرياضية في أبوظبي وحولها لرؤية البابا.
ودخل البابا الملعب في سيارة بيضاء مفتوحة السقف حيث استقبلته الحشود بترحيب هادر، وتجمع الآلاف وهم يلوحون بأعلام الفاتيكان على جانبي مدخل الملعب القريب من جامع الشيخ زايد الكبير.
وتحدث البابا خلال القداس باللغتين الايطالية والانكليزية، وصلى الحاضرون من أجل العمال المهاجرين وعائلاتهم وإنهاء الحروب.
وقال البابا مخاطبا الحاضرين: "من المؤكد أنه ليس من السهل عليكم العيش بعيدا عن الوطن وافتقاد حب ذويكم، وربما تشعرون بقلق بشأن المستقبل"،
وأوصى الكنائس الكاثوليكية حول العالم، بالصلاة من أجل نجاح وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها مع شيخ الأزهر الدكتور احمد الطيب.
وفي ختام القداس التاريخي، عبر عن شكره للامارات قائلا باللغة العربية: "أوجه الشكر لأولاد زايد في دار زايد".
وبعد انتهاء مراسم القداس، توجه البابا فرنسيس إلى مطار أبوظبي، حيث أقيمت له مراسم وداع.
في غضون ذلك، غادر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أبوظبي، مختتما زيارة لنحو 36 ساعة، التقى خلالها كبار القيادات الدينية والفكرية المشاركين في المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين بهدف التأكيد على قيم الأخوة الإنسانية، وكان في وداع الإمام الأكبر بالمطار الرئاسي بأبوظبي، ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
وتفقد شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان جامع الشيخ زايد الكبير، وترأس الإمام الأكبر اجتماعا لمجلس حكماء المسلمين، بحضور البابا فرنسيس في إحدى القاعات الملحقة بجامع الشيخ زايد، حيث أعرب شيخ الأزهر عن ترحيبه باللفتة الكريمة التي تمثلها مشاركة البابا فرنسيس في الاجتماع، مشيرا إلى أن القيم والأهداف التي قام المجلس من أجلها تجسد فهما عميقا للمشتركات الإنسانية التي تحملها الأديان، وتتضمن العديد من القواسم المشتركة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان.
كما شهد الإمام الأكبر الحفل الختامي للقاء العالمي للأخوة الإنسانية، حيث وقع مع بابا الفاتيكان وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي تعد الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، وأحد أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية على الاطلاق، وذلك بحضور نائب رئيس الامارات حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد.
واستهل البابا كلمته بعد توقيع الاتفاقية بتحية الاسلام "السلام عليكم"، ليعرج بها قائلا: إن "شعار هذه الزيارة يتألف من حمامة تحمل غصن زيتون، وان السلام كي يحلق يحتاج الى جناحين يرفعانه... يحتاج الى جناحي التربية والعدالة".
وبدوره، أكد شيخ الازهر في كلمة مماثلة اهمية وثيقة الاخوة والانسانية، وما تتضمنه "من دعوة لنشر ثقافة السلام واحترام الغير وتحقيق الرفاهية البشرية جمعاء بديلا من ثقافة الكراهية والظلم والعنف والدماء".
وقال: إن الوثيقة "تطالب قادة العالم وصناع السياسات ومن بأيديهم مصائر الشعوب وموازين القوى العسكرية بالتدخل الفوري لوقف نزيف الدماء وازهاق الارواح البريئة، ووضع نهاية فورية لما تشهده من صراعات وفتن اوشكت ان تعود بنا لتراجع حضاري بائس وحرب عالمية ثالثة".
ودعا الى اللجوء الى الطرق القانونية لحفظ الحقوق وحماية الحريات في حال تم فرض امور مخالفة للشريعة، مطالبا شباب العالم في الشرق والغرب بالتسلح بالاخلاق والعلم والعمل بمبادئ الوثيقة وجعلها دستور حياتهم لضمان "مستقبل خال من الصراعات والآلام".
وأكد التزامه بالعمل مع البابا فرنسيس وكل الرموز الدينية من اجل حماية المجتمعات واستقرارها.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد خلال الحفل، إطلاق "جائزة الأخوة الإنسانية - من دار زايد"، كاشفا عن منح الجائزة في دورتها الأولى للبابا فرنسيس، والإمام الأكبر أحمد الطيب، بينما وقع الشيخ محمد بن زايد على حجر أساس تأسيس جامع الإمام الطيب وكنيسة البابا فرنسيس في أبوظبي.
واختتم الإمام الأكبر زيارته بالتوقيع المشترك مع بابا الفاتيكان على "كرة الأولمبياد الخاص" التذكارية، وذلك بمناسبة استضافة أبوظبي للأولمبياد الخاص للألعاب العالمية في الفترة من 8 إلى 22 مارس المقبل.
وحضر مراسم التوقيع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وقدمت الكرة التذكارية لاعبة الأولمبياد الخاص الشيخة شيخة القاسمي خلال استقبال شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان لها. وتمنى الإمام الطيب والبابا فرنسيس النجاح للبطولة المهمة، التي تعكس عناية الإمارات بأصحاب الهمم، وسعيها لتقديم أوجه الدعم لهم.
وحظيت زيارة شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان باهتمام عالمي غير مسبوق، باعتبارها الزيارة الأولى لأحد باباوات الفاتيكان إلى شبه الجزيرة العربية، كما أنها تعكس مكانة الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، كأكبر مرجعية دينية في العالم الإسلامي، وكونها المؤسسة الأكثر تعبيرا عن سماحة الإسلام وتعاليمه الوسطية.
آخر الأخبار