الثلاثاء 20 مايو 2025
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الإمارات ضمن أفضل 15 اقتصاداً عالمياً رغم الهجوم على منتجاتها

Time
الأربعاء 25 ديسمبر 2019
View
5
السياسة
تخطت مراحل متقدمة بالتحول لقوة اقتصادية بتصنيفها بين أقوى 20 اقتصاداً عالمياً

منتجاتها تغزو نصف أسواق العالم وباتت ضمن أكبر 20 دولة مصدرة ومستوردة للسلع

نمو صادرات الإمارات من السلع من 265 ملياراً في 2015 إلى 388 مليار دولار في 2018

نجاحها بالوصول إلى ثالث أهم مركز دولي للتجارة والتصنيع تقلق دولاً إقليمية

المنتجات الإماراتية تتعرض لمخاطر التهديدات الإلكترونية والهجمات السيبرانية وحملات التشويه



تدخل الامارات قريباً قبل نهاية 2025 ضمن قائمة أفضل 15 اقتصاداً في العالم حسب دراسة توقعات (MenaCC) اعتمادا على مؤشرات البنك الدولي. وقد تصنف على المدى المتوسط من بين أهم 10 اقتصادات صناعية ناشئة واعدة كما ترجح ذلك مؤشرات منظمة التجارة العالمية، نظرا لتحسن بيئة الأعمال والزخم الإصلاحي التي تحث عليه رؤية واعدة للقيادة السياسية. وبفضل ذلك تعززت التجارة الخارجية للإمارات وتحسنت إيرادات البلاد مستفيدة من ارتفاع معايير الجودة العالمية للسلع والخدمات التي تصدرها الامارات سنوياً الى نحو أكثر من نصف بقاع الأرض وقد تطال أبعد من ذلك في السنوات القليلة المقبلة.
وبتصنيفها اليوم بين أقوى 20 اقتصاد عالمي، تخطت الامارات مراحل متقدمة في التحول لقوة اقتصادية إقليمية ودولية تغزو منتجاتها نحو أكثر من نصف أسواق العالم بينها أسواق عربية وأوروبية وأمريكية وآسيوية. وتصنف اليوم بين أكبر 20 دولة مصدرة ومستوردة للسلع في العالم.

اكسبو 2020
وحسب دراسة لمركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والستراتيجية يمثل التفوق التجاري الإماراتي على مستوى الشرق الأوسط والعالم العربي والذي سيتوج بتنظيم معرض اكسبو 2020، مساراً وان تؤيده دول حليفة للإمارات وتدعمه، الا أن دولاً أخرى منافسة بالدرجة الأولى على المستوى التجاري للإمارات كتركيا تسعى لزيادة حصتها من التجارة في العالم ومنطقة الخليج بالدرجة الاولى على حساب السلع الإماراتية.
ويتضح ذلك في اعلان تركيا في إحصاءاتها الأخيرة عجزها التجاري الوحيد مع الامارات العربية المتحدة في مقابل تفوقها على غالبية بقية دول العالم العربي تقريباً.
وفي حين زادت تركيا حصتها التجارية خليجياً خاصة في السوق القطرية من خلال تقارب الأنظمة السياسية، تسعى بشكل جدي لزيادة اكتساح السوق السعودية والكويتية والعمانية والبحرينية عبر طرق مختلفة أهمها الديبلوماسية أو الترويج الإيجابي والمضاد.
ولعل أبرز الطرق التقليدية التي تعتمدها الدول المنافسة هي حملات التسويق المضاد او المستهدفة للتقليل من شأن منتجات الدول المنافسة. وبالتزامن مع اعلان زيادة التبادل التجاري بين الامارات والسعودية بفضل تقارب رؤى قيادتي البلدين، أصبحت هذه العلاقة مستهدفة على المستوى التجاري. فإطلاق حملة مضادة للمنتج الإماراتي في السعودية بشكل خاص تزامنا مع نمو التبادل التجاري الاماراتي السعودي وأيضا مع اقتراب تنظيم معرض “اكسبو 2020” تثبت المؤشرات انه تزامن مقصود.

حملات مضادة للمنتج الإماراتي
تم اكتشاف زيف الحملات المضادة للمنتج الاماراتي ولقيادة الامارات مباشرة بعد إطلاق حملات التشويه على منصات تويتر، حيث تبين أن 5 في المئة فقط من التغريدات المتبنية لمقاطعة المنتج الاماراتي على “توتير” أتت من السعودية، و95 في المئة الأخرى أغلبها من خارج الخليج أصلاً. وحسب تقارير دولية هناك جهات عادة ما تقف وراء حملات مشبوهة من حسابات جزء كبير منها وهمي وموجهة لأغراض تخريبية تقف ورائها جهات ترتقي للحكومات والدول.
وقد حذرت تقارير في مايو الماضي من زيادة احتمالات تعرض الامارات ومؤسساتها ومنتجاتها بشكل خاص لمخاطر التهديدات الالكترونية سواء من خلال الهجمات السيبرانية أو حملات التشويه على مواقع التواصل الاجتماعي. اذ أن نجاح الامارات مستقبلا في الوصول الى مرتبة ثالث أهم مركز دولي للتجارة والتصنيع تقلق دولا أخرى منافسة تريد بشكل ملح ان تكون بديلا عن الامارات في ذلك. كما يمكن رصد زيادة تمويل لحملات إعلامية دولية للتشويش على مسار توسع نفوذ الامارات اقتصاديا في العالم وهو ما سيعزز من قوتها الإقليمية والتي تتحوط لذلك دول منافسة او لا تربطها علاقات سياسية جيدة مع الامارات وبالتالي تسعى لتخريب مسار التقدم السريع نحو ريادة المنطقة تجاريا.
وليست المرة الأولى التي تتعرض فيه منصة الامارات التجارية لهجوم بنية تخريبية وخاصة مناطقها الحرة التي حققت الشركات العاملة فيها طفرة في المبادلات التجارية بفضل معايير الجودة العالمية والتي زادت نسبة تسويقها في أسواق الدول المتقدمة والناشئة. حيث نمت صادرات الامارات من السلع بشكل مضطرد من265 مليار دولار في 2015 الى نحو 388 مليار دولار في 2018. وزادت صادراتها بصفة خاصة نحو السوق الهندية وسويسرا، الولايات المتحدة، هونغ كونغ، بلجيكا والصين، وبريطانيا، وهو ما يثبت قدرة المنتج المصنع في الامارات او المعاد تصديره من مناطق حرة اماراتية على منافسة منتجات كبريات الدول الصناعية إقليميا ودوليا.

المنتج الإماراتي الأفضل
تثق أكثر من 7 آلاف مؤسسة من كبريات الشركات الأمريكية والبريطانية فقط في منصة الامارات للتجارة والتصدير. وحسب دراسة أحدث تقييم أمريكي وبريطاني لبيئة العمل والتصدير والإنتاج في الامارات، تقدمت الدولة الاماراتية على باقي الدول العربية في اهتمامات كبار المستثمرين والمنتجين في العالم بفضل اعتمادها على بيئة تحتية ورقابية متقدمة من اجل إعادة جزء كبير من انتاج هذه الشركات من الامارات واعادة تصديره الى أسواق العالم بجودة عالية تتفق مع صرامة المعايير الامريكية والبريطانية، فضلا عن مراعاة المعايير الأوروبية والاسيوية والخليجية والعربية.
وحسب تقييم أميركي ومن دول آسيوية وأوروبية، تعتبر منصة الانتاج في الامارات الأفضل في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا من ناحية جودة السلع والخدمات المصدرة والتكنولوجيات المتوفرة التي تساعد على النمو المستمر للمواصفات وفق التحديث المستمر للمعاير الدولية وشروط السلامة.
وعلى صعيد متصل، وفق تقييم بريطاني لإدارة التجارة الخارجية بالحكومة البريطانية لمنصة التصنيع والتصدير الاماراتي التي ينشط بها أكثر من 5 الاف شركة بريطانية، صنفت الامارات كمركز للتصدير وإعادة التصدير لأهم المنتجات والخدمات في العالم، وهي تعتبر أيضا المركز الإقليمي الأول للصناعات الذكية والمتطورة على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط.
وتعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر سوق للصادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار السنوات العشر الماضية ومركزًا إقليميًا لـ 1500 شركة أمريكية تمارس أعمالًا تجارية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وتعتبر الامارات أسرع اقتصاد عربي يقلب الميزان التجاري مع الأسواق العالمية لصالحه تدريجياً حيث يتقلص حجم الواردات بشكل سنوي مقابل ارتفاع لنسبة الصادرات غير النفطية والمتكونة من منتجات تنافسية استطاعت الامارات ان تتفوق على دول منتجة لها تقليديا كالتبغ والمجوهرات والألومينيوم والفولاذ والسيارات ومستحضرات التجميل والملابس والانسجة والمنتجات البتروكيماوية وذلك بفضل ارتفاع معايير الجودة التي تتفوق أحيانا على المواصفات العالمية.

السلع الإماراتية تنافس العالمية
تتقدم الامارات بوتيرة أسرع من أي دولة عربية أخرى في مسار الاندماج في الاقتصاد العالمي وريادة صناعات متقدمة واستهلاكية بفضل تعويل الامارات على استقطاب أفضل الخبرات العالمية في مجالات مختلفة واستضافة ألاف الشركات العالمية ذات المواصفات العالية، وهو ما مكنها من تسجيل قفزة في صادراتها الى أسواق الدول المتقدمة قبل الناشئة والنامية. وتنافس اليوم السلع المصدرة من الامارات حسب منظمة التجارة العالمية منتجات كانت محتكرة من دول متقدمة كصناعة السيارات والالكترونيات والحديد والألمنيوم والمجوهرات والتبغ. وقد حافظت الامارات العربية على المراتب الأولى في العالم لتصنيع المجوهرات والألمنيوم وتحتل مرتبة ثالث أكبر مصدر في العالم لهذه السلع نتيجة جودة التصنيع والمواصفات العالية للمنتجات الاماراتية. وفي حين بلغت قيمة سوق التصدير العالمي لعلب التبغ 21.7 مليار دولار سنويًا، تمتلك الإمارات العربية المتحدة حصة تبلغ نحو 4 في المئة أي نحو مليار دولار، من هذا السوق الذي تقوده ألمانيا (17%) وبولندا (8.5%). وتعتبر كل من العراق وعمان من أهم الوجهات المصدرة لصادرات التبغ من دولة الإمارات العربية المتحدة. وتعتبر الامارات العربية المتحدة اليوم أهم منصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لأهم الشركات الاميركية التي تنتج وتصدر من الامارات لبقية دول العالم بما فيها السوق الأمريكية. كما أن أكبر اقتصادات العالم على غرار الهند والصين ودول أوروبية باتت تستورد سلعا غير نفطية عربية أكثر من نصفها مصنوعة في الامارات العربية المتحدة نظير التقدم السريع في مسار الابتكارات والبحوث لرفع كفاءة المنتج اعلى حتى من المواصفات العالمية وذلك من اجل كسب مبدأ التنافسية في الأسواق الدولية.

ضوابط الجودة والرقابة
وضعت الامارات منذ سنوات ضوابط صارمة على جودة السلع، اذ تشترط لاستيراد أي سلعة توفر شهادة المنشأ لجميع الصادرات من قبل المصدر الأصلي ومعترف بها. وتتطابق متطلبات جودة السلع المصدرة من الامارات الى دول الجوار مع معايير هيئة التقييس الخليجية. وتحوز منتجات الامارات على اعلى تصنيف لعلامةISO لضمان معايير الجودة العالمية على مستوى الشرق الأوسط.
آخر الأخبار