الاثنين 09 يونيو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

الإمام الشعراني... مرجع الصوفيين

Time
الخميس 30 أبريل 2020
View
140
السياسة
إعداد - نسرين قاسم:

يعد أحد الأقطاب الكبار ذات المرجعية الأصيلة عند المتصوفة، كما أنه من أكثر المتصوفين خيالاً وسعة في تعريف معاني القرب والحب الإلهي، ومن ذلك قوله: "ثم أعلم يا أخي رحمك الله أن علم التصوف، عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة، فكل من علم بهما انقدح له من ذلك علوم، وأدب، وأسرار، وحقائق تعجز الألسن عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من الأحكام، حين عملوا بما عملوه من أحكامهم، فالتصوف إنما هو زبدة عمل العبد بأحكام الشريعة، إذا خلا عمله من العلل وحظوظ النفس، كما أن علم المعاني والبيان زبدة علم النحو، فمن جعل علم التصوف علماً مستقلاً صدق، ومن جعله من عين أحكام الشريعة صدق".

ذكر الإمام الشعراني تعريفه لنفسه في كتابه "لطائف المنن"، قائلًا: "فإني بحمد الله تعالى عبد الوهّاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا، ابن الشيخ موسى المكني في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى بن السيد محمـد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه".

مولده وتربيته
ولد عبد الوهاب الشعراني، في طوخ في منطقة قلقشندا المعروفة بالقليوبية حاليًا عام 897 هجرية، ترعرع في قريته يتيمًا بعدما فقد الأم والأب في سن مبكرة، ورعاه شقيقه الشيخ عبد القادر الشعراني برعايته، فكان له كالأب الطيب الأثر الكريم المشفق على أبنائه، مما ترتب على ذلك عظيم الأثر على شخصيته.
وعن النشأة قال الشعراني: "ومما من الله تبارك وتعالى به علي وأنا صغير ببلاد الريف حفظ القرآن وأنا ابن ثمان سنين، وواظبت على الصلوات الخمس في أوقاتها من ذلك الوقت... ومما أنعم الله تبارك وتعالى به علي: حفظ متون الكتب، فحفظت أولاً أبُا شجاع، ثم الآجرومية في بلاد الريف، وحللتهما على أخي الشيخ عبد القادر بعد وفاة والدي".
وبعد حفظه للقرآن الكريم التقى بالحافظ الإمام جلال الدين السيوطي، ويحدثنــــــا عن هذا اللقاء الذي توج بأن ألبسه السيوطي الخرقة الصوفية، كعلامة على نجابة الشعراني، الذي حظي بذلك ولم يتجاوز من العمر الثالثة عشــــــــرة سنة قائلا: "لبست الخرقة وهي عرقية وجبــــــة ورداء من يد حافظ العصر الشيخ جـــــــلال الدين السيوطي حين اجتمعت به مع والدي في روضة المقيـــاس بمصر المحروسة في الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وتسعمائة".

شيوخه
تحدث الشيخ الشعراني عن شيوخه في معظم كتبه، وبين مدى إجلاله وتكريمهم له، خاصة في كتابه "الطبقات الكبرى"، حيث ذكر بأنهم نحو خمسين شيخًا تنوعت مرجعياتهم بين العلم والتصوف.
كما انطبقت عليه كل أحكام المتصوفة قولاً وعملاً وسلك طريق الصوفية من مبتدأ حياته، كذلك قام الشيخ بالتأصيل لكل ما ورد على لسانه من أفكار تتعلق بتصوفه على أنها من أخذت معين الشريعة، بقوله: "لكنه لا يشرف على ذوق أن علم التصوف تفرع من عين الشريعة، لا من تبحر في علم الشريعة حتى بلغ إلى الغاية، ثم إن العبد إذا دخل طريق القوم، وتبحــــر فيها أعطــــــاه الله هناك قوة الاستنباط نظير الأحكام الظاهرة على حد سواء، فيستنبط في الطريق واجبات، ومندوبات، وآداباً ومحرمات ومكروهات".

اعتقاد الشيخ الشعراني
كما هو ثابت في كتبه المعتمدة يقول: "أعلم رحمك الله يا أخي أنه ينبغي لكل مؤمن أن يصرح بعقيدته وينادي بها على رؤوس الأشهاد، فإن كانت صحيحة شهدوا له بها عند الله تعالى، وإن كانت غير ذلك بينوا له فسادها ليتوب منها،.. فيا إخواني، ويا أحبابي رضي الله عنا وعنكم: أشهدكم أني أشهد الله تعالى وأشهد ملائكته وأنبياءه أني أقول قولاً جازما بقلبي: إن الله تعالى واحد لا ثاني له، منزه عن الصاحبة والولد، مالك لا شريك له، ملك لا وزير له، صانع لا مدبر معه، موجود بذاته من غير افتقار إلى موجد يوجده، بل كل موجود سواه مفتقر إليه في وجوده".

وفاته
بعد مشواره الحافل بطلب العلم ونشر أفكار المتصوفة، أصيب الشيخ الشعراني رحمه الله بمرض "الفالج"، وكان منتشرًا في ذاك الزمان وبقي مريضاً به ثلاثة وثلاثين يومًا، إلى أن توفي في القاهرة بمصر، سنة ثلاث وسبعين وتسمعئة 973 هـ، وحمل إلى الجامع الأزهر في مشهد من العلماء والفقهاء والأمراء والفقراء، حيث صلوا عليه ودفن بجوار زاويته.
آخر الأخبار