السبت 26 أبريل 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الإنتاج الدرامي المحلي أصبح مغامرة مرهقة… والريادة على المحك
play icon
الفنية

الإنتاج الدرامي المحلي أصبح مغامرة مرهقة… والريادة على المحك

Time
الاثنين 25 ديسمبر 2023
View
103
mufarrehhijab

نتيجة عدم وجود منافذ تسويق واعتماد المنصات الرقمية على أعمالها الخاصة

مفرح حجاب

تواجه صناعة الدراما في الكويت أزمة تكاد تكون الأولى من نوعها منذ إنتاج مسلسل "مذكرات بو عليوي" للفنان عبدالحسين عبدالرضا، في ستينات القرن الماضي، حيث أصبح الإنتاج الآن مغامرة في ظل عدم وجود قنوات فضائية محلية لديها شغف لشراء الدراما وأيضا بعدما باتت المنصات تعتمد على الأعمال التي تنتجها لنفسها، بالإضافة الى كم الإنتاج الكبير الموجود في دول الخليج حاليا، فساهم كل هذا في تراجع الإنتاج وجعل هناك تخوف لدى بعض المنتجين من عدم تسويق أعمالهم، كما حدث مع عدد من المسلسلات، التي مازالت حبيسة الأدراج رغم جاهزيتها للعرض من الموسم الماضي.
نعم مازالت الكويت الوجهة الأقوى في المنطقة فيما يتعلق بصناعة أي عمل فني وهي الرائدة في الثقافة والفنون وصاحبة المبادرات الدرامية، وساهمت بشكل كبير في وجود صناعة إعلامية وتلفزيونية بمنطقة الخليج منذ ستينات وسبعينات القرن الماضي، فضلا عن وجود العديد من المؤسسات الأكاديمية التي أسهمت في وجود كوادر فنية متسلحة بالعلم ومدربة على أيدي متخصصين وأكاديميين على أعلى مستوى، وقد ازدهرت صناعة الدراما في الخليج من الكويت ومازال الفن والفنانين في الديرة هم القوى الناعمة والأكثر تأثيرا في المنطقة، حيث كانت الدراما الكويتية في السابق تكاد تكون الوحيدة في الخليج وقادها مجموعة من الرواد الذين تمكنوا من إيصالها إلى المشرق والمغرب وأصبح الفن الكويتي يمتلك هوية مميزة وكانت الدراما المحلية تجد طريقها للعرض في كل تلفزيونات دول المنطقة.
في السابق كان تلفزيون الكويت يدعم صناعة الدراما بشكل أفضل مما هو عليه الآن، لكن تغيرت الظروف وواجهت هذه الصناعة منافسة على عدة مستويات ليس فقط في إنتاج دول المنطقة الكثير من الأعمال، بل لأن المنافسة أخذت منحى آخر في المحتوى الذي يقدم على مستوى النص والأداء والحبكة الدرامية وعدم وجود بيروقراطية رقابية، بدليل ان العديد من نجوم الدراما الكويتية باتوا يفضلون تصوير أعمالهم في الخارج، حتى يتمكنوا من تقديم رؤية جديدة وغير تقليدية بها مساحة من التعبير والأداء التمثيلي واختيار موضوعات تواكب الأحداث والتحديات الاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي، لأن الدراما يشاهدها كل من يتحدث اللغة العربية في ظل انتشار هذا الكم الكبير من المنصات.
وتواجه الدراما الكويتية أيضا إشكالية ان الأعمال التي تنجح جماهيريا في الفضائيات والمنصات الأكثر شهرة ويتم تداولها على المنصات والمواقع تكون مكاسبها خيالية، بينما الأعمال التي لا يتم عرضها على قنوات أو منصات شهيرة لا تحقق أي مشاهدة في ظل اعتماد هذه القنوات والمنصات على معايير في جودة الأعمال وأفكارها ونجومية المشاركين فيها، وهذا الأمر يتطلب تكاليف مادية باهظة، وقد شاهدنا من قبل كيف انتشر مسلسل "الصفقة" المكون من ست حلقات، وشاهده كم كبير من الجمهور في عدد من الدول نتيجة جودة وسخاء الإنتاج.
أما حالياً ومع بداية الموسم الدرامي، فانطلقت العديد من المسلسلات من بينها "يس عبدالملك، خواتي غناتي، مرضي ودحام، قلم رصاص، نهاية فراق" وغيرها من الأعمال التي تنتظر التسويق والعرض خلال رمضان المقبل، خصوصا أن القضية المهمة ان تكلفة أي مسلسل يتم انتاجه لشهر رمضان لا تقل عن 350 ألف دينار وهو مبلغ من الصعب المغامرة به في ظل ظروف تسويق غير محسومة، ورغم ان الكويت تمتلك بنية تحتية متميزة وكوادر فنية على أعلى مستوى ونجوم صف أول، الا ان التسويق مازال يواجه مشكلة كبيرة وسيكون له تأثير أكبر خلال السنوات المقبلة، أما الحلول التي يجب الالتفات إليها وقد تحقق نقلة كبيرة في صناعة الدراما الكويتية فهي تأسيس منصة رقمية تساهم فيها كل شركات الإنتاج الكويتية، حتى تتولى عرض تلك الأعمال من خلال اعتماد معايير الجودة الفنية في المقام الأول، لكي تعود كما كانت وتظل الدراما الكويتية هي الرائدة في المنطقة وتواكب الانتشار العربي في ظل التفاعل الكبير بمنصات "السوشيال ميديا".

آخر الأخبار