الإنسانُ النَزِيهُ

د. خالد عايد الجنفاوي


تمثل صفة النزاهة أهم عناصر الاستقامة الاخلاقية في عالم اليوم، لأنها تشمل كل صفة إيجابية من المفترض أن يسعى العاقل لاكتسابها والتمتع بما تفضي إليه من حياة إنسانية متكاملة، نفسياً وفكرياً وبدنياً، فأول ما يسأل عنه الانسان السوي عن شخصيات الآخرين هو: ما هو مقدار نزاهتهم؟ فإذا وجدت النزاهة في أي شيء زانته وجعلته حسناً، ومن صفات الانسان النزيه بعض ما يلي:
- يتّسم الانسان النزيه بسعيه الدائم في البعد عن الشبهات، وتركه ما يريبه إلى ما لا يريبه.
- يفكر النزيه بشكل حر ومستقل وعادل، ولن يظلم نفسه ولن يظلم الآخرين.
- يمتلك الانسان النزيه عزة نفس تمنعه دائماً من السقوط في مستنقع الانحطاط السلوكي، وذلك لأنه يحترم نفسه ويترفع عن قول أو فعل ما هو دنيء.
-لا يتحيز النزيه سوى لما هو حق وصادق وعادل وأخلاقي.
- السمة الطاغية في الشخصية النزيهة هي سُمُوِّ الأَخْلاَق وحسن التعامل مع الآخرين.
- يُحسن الانسان النزيه أداء أي عمل يمارسه، في السر والعلن.
-لا يمكن شراء أو بيع النزاهة، وذلك لأنها سجية أخلاقية اختيارية يكتسبها المرء بملء إرادته واختياره.
-لن يضطر الانسان النزيه لإعلان نزاهته للآخرين، فحسن خلقه واستقامتة الاخلاقية وكلامه وتصرفاته ستنبئ عما يحويه قلبه وعقله من احترام للذات والتزام بالانصاف والميل مع الحق، والتعفف عما لا يحلُّ ولا يليق به.
- يترفع النزيه عن تقديم نفسه الحرة وعقله المتسامح وقلبه النقي ضحية للقبلية، أو الطائفية أو الفئوية أو العنصرية، وذلك لأنه يربأ بها أن تتحول اداة مجانية يستعملها النرجسيون والفوبائيون لنشر الكراهية في الحياة الانسانية.
- يشعر الانسان النزيه بسعادة استثنائية ومجزية عندما يمارس النزاهة في حياته، الخاصة والعامة، وذلك لأنه يعرف دائماً أنه سيكون على حق، ولو فسد كل من هم حوله.
-لا يمكن لكائن من كان أن يرغم النزيه على التخلي عن نزاهته واستقامته الاخلاقية.
-لا يصاحب ولا يصادق النزيه من هو ذو نَفَسٍ دنيء أو من هو ظالم، ولو اضطره الأمر أن يبقى وحيداً.

كاتب كويتي