كل الآراء
الإنْسَانُ السَّوِيُّ يشمئزُّ مِنْ العُنصُريّة
الأحد 07 مايو 2023
11
السياسة
د. خالد عايد الجنفاويتثير أي ممارسة عنصرية اشمئزاز الإنْسَانُ السَّوِيُّ، لا سيما الفرد العاقل والحر المستقل فكريًّا، السوي نفسيًّا وأخلاقيًّا، خصوصًا المدرك لما يحدث ويدور حوله في عالم اليوم.يُشْعِر السوي بالتقزّز تجاه أي خطاب، أو توجه، فكري وسلوكي، متعصّب عرقيًّا أو دينيًّا أو ثقافيًّا، لانه يتعارض مع القيم والمبادئ الأخلاقية العالمية، ولا سيما ما يعتبره أغلبية البشر، بغَضِّ النَّظر عن أعراقهم وثقافاتهم ودياناتهم، وهو أمر منفر بالنسبة لهم بسبب ارتباط العنصرية بالتفرقة بين الجنس البشري، وتعلّقها بالتحيّزات غير العادلة ضد أناس آخرين مختلفين عن الأقلية المؤثرة في المجتمع أو عن الأغلبية. وبالنسبة لي، أتقزز وأنفر شخصيًّا من أي كلام، أو كتابات، أو تغريدات أو خطابات ضيّقة الأفق تفرّق بين البشر بسبب لون بشرتهم، أو لاختلاف دياناتهم، أو خصوصية ثقافاتهم، ومن بعض الدلائل الشخصية البارزة، وبعض مبادئ وسلوكيات، الانسان السوي الذي يرفض العنصرية، قلبًا وقالبًا وعقلاً، نذكر التالي:-يتّسم الإنْسَانُ السَّوِيُّ الرافض للعنصرية بعقلانيته، وبحلمه، وباستقامته الأخلاقية، وبصحّته، وبسوائه النفسي واعتداله الفكري، ورفضه التام للانقياد الأعمى وراء الأيديولوجيات القبلية، والعرقية، والدينية، والفئوية، والطائفية السلبية، فهو ينظر الى بني البشر الآخرين كمساوين له تمامًا في حقوقهم الإنسانية الأساسية وفي كراماتهم التي تستحق الاحترام دائمًا.-أحد أهم العلامات البارزة في شخصية الانسان السوي الرافض للعنصرية هو نفوره شبه الفطري من كل ما له طعم، أو رائحة القبلية، أو الطائفية، أو الفئوية الاستعلائية بسبب إيمانه أن هذه التصرفات الهمجية تتناقض مع آدميته، وسوائه النفسي والفكري.-بالنسبة للسوي نفسيًّا، وأخلاقيًّا، والمستقل والمعتدل فكريًّا لا يمارس العنصرية، سوى من ترسخت لديه عقد نقص ودونية تراكمت منذ فترة الطفولة، أو من يسعى الى تعويض فشله الحياتي عبر استهداف من هو مختلف عنه، عرقيًّا أو دينيًّا، أو ثقافيًّا أو فئويًّا.-لا يُبغض السوي الشخص العنصري ككائن بشري آخر، لكن ما يكرهه فيه هو كلامه وتصرفاته، أو تغريداته، أو كتاباته التي تكشف ضيق أفقه وسوقيّة طبعه، وتفاهة تفكيره، وعقد نقصه المعقّدة والعميقة.كاتب كويتي@DrAljenfawi