الدولية
الإيرانيون يحيون ذكرى "نوفمبر الدموي" باحتجاجات وإضرابات عارمة
الثلاثاء 15 نوفمبر 2022
5
السياسة
طهران، برلين، عواصم - وكالات: شهدت العاصمة الإيرانية "طهران" وعدد من المحافظات الكبرى احتجاجات وإضرابات كما أغلقت المحال والمتاجر الكبرى أبوابها، لإحياء ذكرى الحملة القمعية العنيفة ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة أثناء الاحتجاجات التي وقعت في عام 2019 خلال انتفاضة الوقود الشهيرة، والتي صارت معروفة لاحقا باسم "نوفمبر الدامي"، وأسفرت عن مقتل مئات الأشخاص.ويُتوقع أن تعطي الدعوة لإحياء ذكرى قتلى 2019 زخما جديدا للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ شهرين، إثر وفاة أميني بعدما احتجزتها الشرطة لعدم التزامها اللباس الصارم.ويتم إطلاق الدعوات للانضمام إلى الأنشطة الاحتجاجية الرمزية عبر الإنترنت لأيام عدة حتى غد الخميس، كما صار النشطاء يعتمدون بشكل متزايد على المواد المكتوبة للترويج للاحتجاجات بسبب تقييد استخدام الإنترنت.ودعا ناشطون شباب للنزول إلى الشوارع في الأهواز وأصفهان ومشهد وتبريز، من بين مدن أخرى منها طهران، وقالوا في نداء عبر الإنترنت "سنبدأ من المدارس الثانوية والجامعات والأسواق، وسنواصل التجمعات التي تركّز على الأحياء للانتقال إلى الساحات الرئيسية في المدن.ووفق مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أغلقت المتاجر في البازار الكبير الشهير في طهران وكذلك في مدن كرمان ومهاباد ورشت وشيراز ويزد، كما سُمع المتظاهرون يهتفون "الموت للديكتاتور" في محطة مترو في طهران، مستخدمين شعارا يستهدف المرشد علي خامنئي، وفي فيديو آخر شاركته 1500 تصوير، شوهد عمال الصلب المضربون يتجمعون في موقف للسيارات في مدينة أصفهان التاريخية، فيما أشارت منظمة هنجاو الكردية لحقوق الإنسان بحدوث إضرابات جماعية في العديد من المدن التي يسكنها أكراد في شمال وشمال غرب إيران، كما أضربت جامعات في هذه المناطق. وشهدت جامعة آزاد في مدينة كرج القريبة من طهران إضرابا أيضا، حيث أظهر مقطع فيديو يظهر ممرات الجامعة فارغة والأبواب مغلقة، كما نشر الحساب مقطع فيديو لأشخاص في قطار أنفاق، وهم يهتفون "الموت للدكتاتور".على صعيد متصل، كشف تسجيل صوتي مسرب لمسؤول استخباراتي إيراني أن النظام سيلجأ في الأيام المقبلة إلى مزيد من التشدد ضد المحتجين، موضحا أن النظام عانى من شلل تحليلي عندما بدأت الاحتجاجات، مشيراً في التسجيل إلى أن الاحتجاجات اتسعت تزامناً مع فتح الجامعات.في غضون ذلك، دخلت العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ، بعد نشرها في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، وقال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل: "نقف بجانب الشعب الإيراني ونؤيد حقه في الاحتجاج السلمي والتعبير عن مطالبه وآرائه بحرية"، موضحا أن العقوبات تطول 29 شخصا وثلاثة كيانات في ضوء دورهم في وفاة مهسا أميني والرد العنيف على التظاهرات الأخيرة، بينهم أربعة أفراد من القوة التي اعتقلت مهسا أميني بشكل تعسفي، وأعضاء في قوات الأمن والحرس الثوري وقائد القوات البرية بالجيش الإيراني. كما تقرر حظر سفر وزير الداخلية أحمد وحيدي وأعضاء بارزين في قوة الباسيج شبه العسكرية إلى الاتحاد الأوروبي، وتجميد أي أصول يمتلكونها في الاتحاد الأوروبي. وبشكل إجمالي، يخضع 126 إيرانيا و11 منظمة إيرانية لعقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.من جانبها، أعلنت أذربيجان أنها أوقفت خمسة من مواطنيها بتهمة التجسس لصالح إيران، عبر جمع معلومات حول الجيش الأذربيجاني، بما في ذلك مشترياته من طائرات مسيرة إسرائيلية وتركية، إضافة إلى البنية التحتية للطاقة، وذكرت أجهزة الأمن الأذربيجانية ان الإيقافات جاءت في إطار إجراءات تهدف إلى التعامل مع الأنشطة التخريبية التي تقوم بها الاستخبارات الإيرانية ضد أذربيجان.في المقابل، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة، العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بحق أفراد ومؤسسات في بلاده، واعتبرها غير مقبولة على الإطلاق وعمل باطل وغير قانوني وتدخلي، ومرفوض تماما.وقال "يبدو أن إدمان العقوبات عزل العقلانية والجدية بين الأطراف الأوروبية، وبهذا النهج الخاطئ، فإن أوروبا هي التي تضيق دائرة تفاعلاتها"، مؤكدا أن طهران ستتخذ إجراءات مضادة فعالة وتحتفظ بحق الرد.من جانبها، استدعت الخارجية الإيرانية السفير الألماني هانز-أودو موتسل مجددا، بسبب تصريحات للمستشار الألماني أولاف شولتس انتقد فيها القيادة الإيرانية، وأدان كنعاني ألمانيا، قائلا إنها ليست في وضع يسمح لها بلوم إيران.