رئيس جامعة "آزاد" يدهس المحتجين والأمن يقمعهم والمتظاهرون يهتفون "الموت لجمهورية الملالي"طهران، عواصم - وكالات: لم تمض ساعات على إبداء مقربين من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تخوفاتهم من ربيع إيراني جديد، حتى تطورت احتجاجات طلاب جامعة "آزاد" للعلوم والبحوث في طهران، وتحولت أمس إلى تظاهرات عارمة مناهضة للنظام، ليحول طلاب الجامعة مخاوف الملالي إلى واقع، بعد أن خرجت احتجاجاتهم إلى خارج نطاق الجامعة، وانضم إليها الكثير من الإيرانيين الذين هتفوا "الموت لجمهورية الملالي"، بحسب فيديوهات انتشرت بكثافة عبر مواقع التواصل.وبدأت التظاهرات الاحتجاجية الطلابية تتخذ شكلا جديدا مع انطلاقها من ساحة "انقلاب" (الثورة) بوسط العاصمة طهران، حيث تظاهر الطلاب للمطالبة بإقالة المسؤولين وخاصة رئيس جامعة آزاد، مستشار المرشد خامنئي، علي أكبر ولايتي.وأظهرت مقاطع نشرتها حسابات ناشطين عبر مواقع التواصل انتشاراً مكثفاً لقوات الأمن الإيرانية في شارع "انقلاب"، لمنع توجه المتظاهرين وتجمعهم في ساحة انقلاب، بينما نشر تلفزيون "منوتو" الذي يبث بالفارسية من لندن، مقطعاً يظهر اشتباك عدد من الإيرانيين مع قوات الأمن التي حاولت اعتقال امرأة من بين المتظاهرين.أما حساب مؤسسة "شهرونديار" المدنية عبر موقع "تويتر"، فنشر مقطعا يظهر هجوم عناصر الأمن على المحتجين في شارع انقلاب بهدف تفريقهم، بينما يهتف الناس ضدهم بشعار "يا عديمي الشرف".وفي الغضون، تداول ناشطون مقطعاً يظهر قيام رئيس جامعة "آزاد" للبحوث والعلوم في طهران، محمد مهدي طهرانجي، بدهس الطلاب المحتجين لدى مغادرته مسرعاً من مدخل الجامعة.وذكر ناشطون أن اثنين من الطلاب أصيبوا إثر حادثة الدهس، حيث حضرت سيارات الإسعاف بسرعة عقب الحادث وقدمت العلاج الفوري لهما.وبالرغم من أن وكالات مقربة من "الحرس الثوري" نفت أن يكون طهرانجي دهس الطلاب، لكن المحتجين طرحوا الموضوع مع المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري الذي زار الجامعة والتقى الطلاب للاستماع لمطالبهم.في غضون ذلك، أعلن التلفزيون الايراني تعيين رئيس السلطة القضائية المحافظ والذي تدرجه واشنطن على قائمة العقوبات صادق لاريجاني، رئيسا جديدا لمجمع تشخيص مصلحة النظام، وعضوا في مجلس صيانة الدستور الذي يدقق في القوانين والانتخابات للالتزام بالدستور، ليحل محل الرئيس السابق لمجمع تشخيص مصلحة النظام اية الله محمود هاشمي شهرودي الذي توفي الاسبوع الماضي.إلى ذلك، نفت إيران أمس، وضع أوروبا أي شروط حول بدء انشاء قناة مالية مشتركة معها، وأعرب المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في بيان عن أسفه لعدم تمكن دول الاتحاد الاوروبي وخاصة بريطانيا وفرنسا وألمانيا من الاعلان عن الآلية، عازيا ذلك الى "تعقيدات" وما أسماه "العجز الأوروبي" أمام الضغوط الأميركية.وقال إن "بلاده رغم انها مازالت تأمل بقيام الجانب الاوروبي بالتزاماته، لكنها تتابع خيارات أخرى مع مختلف دول العالم من ضمنها الصين وروسيا والهند وتركيا".من جانبها، أعلنت مصلحة الجمارك الإيرانية أن قيمة الصادرات الايرانية للسلع غير النفطية خلال الأشهر التسعة الأخيرة تخطت 33 مليار دولار مسجلة نموا بنسبة 4ر5 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.بدوره، طالب وزير الخارجية محمد جواد ظريف بريطانيا بتسديد "الدين" المترتب عليها لبلاده، على خلفية عقد أسلحة أبرم بين البلدين في عقد السبعينيات من القرن الماضي.ونقلت وكالة انباء "فارس" عن ظريف قوله ان "البريطانيين أخروا تسديد الدين المستحق للشعب الايراني اربعين عاما، وهذه القضية تطوي مراحلها القضائية وقد حققت نتائج طيبة"، مضيفا "لقد تابعنا خلال محادثاتنا مع البريطانيين هذه القضية، ولا مناص للحكومة البريطانية سوى تسوية دين الشعب الايراني".على صعيد آخر، وصف وزيرالخارجية الإيطالي إينزو موافيرو ميلانيزي نظام العقوبات المفروضة على إيران وروسيا بأنه "أداة استثنائية"، واصفا إيران بأنها "شريك رئيسي لإيطاليا وليس من اليوم، ونحن نعتقد أنه يجب الحفاظ دائمًا على قنوات الحوار".

الأمن الإيراني يقمع المحتجين