الاحتجاجات الغاضبة تجتاح جنوب سورية والعصيان يشل السويداء

المتظاهرون ضد الغلاء أغلقوا جميع الطرق

دمشق، عواصم - وكالات: واصل آلاف السوريين بمناطق سيطرة الحكومة السورية بجنوب البلاد احتجاجاتهم الغاضبة أمس، على غلاء الأسعاء وتردي الوضع المعيشي، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتجمع المئات من أبناء القرى والريف في ساحة وسط مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، للتظاهر تنديداً بالواقع الاقتصادي والمعيشي المزري وسط هتافات مناهضة للنظام وحكومته.
ووفق المرصد، جاءت تظاهرات الأمس تزامناً مع العصيان المدني الذي بدأ في المدينة بعد الإعلان عنه من قبل عشائر بدو السويداء، مشيرا إلى أن المدينة شهدت إغلاقاً تاماً لجميع الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية للمدينة من قبل عشرات المحتجين، كما شهدت جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية إغلاقاً تاماً وسط انعدام في حركة المرور.
ولفت المرصد إلى تأجيل الامتحانات التي كانت مقررة في فرع جامعة دمشق بمدينة السويداء أمس، نتيجة العصيان المدني التام واستمرار الاحتجاجات المناوئة لحكومة النظام، ناقلا عن الحقوقي السوري مروان حمزة قوله إن "التجمع في السويداء بدأ وانطلق التوافد إلى المدينة تنديدا بالزيادات في الأسعار التي تأتي ضمن استمرار سياسة التنكيل بالسوريين وتجويعهم".
وأفاد بأنه تم غلق كل المحلات والإدارات تماشيا مع دعوات الاعتصام، مشيرا إلى أنه لايوجد اي حركة سير وكل الطرقات مغلقة، مطالبا بإسقاط النظام ورحيله وخروج كل القوات التركية والروسية والايرانية من سورية، مؤكدا أن التظاهرات ستستمر إلى حين تحقيق كل المطالب بتراجع الحكومة عن قراراتها القمعية بزيادة أسعار المواد الأساسية.
وقال مسؤولون ووسائل إعلام رسمية الأربعاء الماضي إن سورية رفعت أسعار الوقود وغيره من المنتجات البترولية مجددا، مع خفض الحكومة الدعم تدريجيا لدعم المالية العامة في اقتصاد يئن تحت وطأة حرب أهلية استمرت نحو عشرة أعوام، وبدأ تطبيق رفع الأسعار بعد منتصف ليل الأربعاء، وجاء في وقت إعلان الحكومة زيادة رواتب ومعاشات موظفي القطاع العام بنسبة 100 في المئة لمساعدة السكان في التكيف مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير خفض الدعم.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تسوية الأزمة السورية بأبعادها كافة والحفاظ على وحدة واستقرار سورية، مؤكدا في اتصال هاتفي تلقاه من المبعوث الأممي الخاص بسورية غير بيدرسون، حرص لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسورية التي انعقدت بالقاهرة يوم 15 أغسطس الجاري، على استكمال المهمة المنوطة بها من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية والحفاظ على وحدة واستقرار سورية.
وتبادل شكري الرؤى مع المبعوث الأممي حول آخر المستجدات الخاصة بالأوضاع في سورية على مختلف الأصعدة، والجهود التي يتم بذلها إزاء جوانب الأزمة السورية كافة.