السبت 17 مايو 2025
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

الاحتجاجات تعمّ لبنان والهوة تتسع بين دياب و"الثنائي الشيعي" والعهد

Time
الأحد 12 يناير 2020
View
5
السياسة
الراعي: كيف نفهم أن من أتوا بالرئيس المكلف لا يُسهِّلون مساعيه لتشكيل حكومة لنجاة سفينة الوطن؟

حاكم مصرف لبنان: نستهدف ضمان تطبيق الإجراءات بشكل عادل ومتساوٍ على المودعين والعملاء كافة

"المستقبل": التركيز على وجوب تشكيل الحكومة والحريري لم يتخلف عن تحمُّل مسؤولياته في أية لحظة



بيروت ـ "السياسة":


عادت الاحتجاجات "العارمة" في لبنان الى الحياة مجددًا، وغصت شوارعه بالمتظاهرين الذين هتفوا بمطالب ثورة "17 تشرين" نفسها، وفي مقدمتها حكومة اختصاصيين مستقلين تنتشل البلد من أوضاعه الاقتصادية الخانقة.
ومن "عروس" الثورة طرابلس، غصت ساحة عبدالحميد كرامي "النور"، بالمحتجين ومؤيدي الحراك الشعبي الذين وفدوا إليها من مختلف المناطق الشمالية، حاملين الأعلام اللبنانية، ومؤكدين تصميمهم على مواصلة التظاهر "حتى تحقيق المطالب كافة".
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بحكومة إنقاذ وطني "تتمتع بالنزاهة ونظافة الكف"، وبـ"تعيين قضاة محايدين لاسترجاع الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين".
وفي وسط بيروت، تجمع المتظاهرون أمام مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت، ورفعوا الشعارات المطلبية وترديد الهتافات الرافضة "لحكومة الرئيس المُكلّف حسان دياب".
وفي صيدا، تجمع عدد كبير من المحتجين وسط ساحة ايليا، وقطعوا السير بشكلٍ جزئيٍ، رافعين الشعارات المطلبية التي رفعوها منذ انطلاق ثورة 17 تشرين.
وهتف المشاركون "ضد السلطة القائمة واتهموها بالفساد وبالمسؤولية عن الانهيار في البلد"، مطالبين "القضاء بمحاسبتها".
وفي السياق نفسه، جدد حراك النبطية وكفررمان، نشاطه، ونظم مسيرة احتجاجية على التقنين القاسي للتيار الكهربائي في النبطية ومنطقتها، وتوقفت المسيرة لفترة أمام سراي النبطية، لتكمل سيرها باتجاه مقر مؤسسة الكهرباء وسط السوق.
وعلى مستوى تشكيل الحكومة.. تتسع الهوة أكثر فأكثر بين الرئيس المكلف تشكيلها حسان دياب، و"الثنائي الشيعي" وحلفائه الذين سموه، خلافاً لرغبة الطائفة السنية لهذا المنصب، حيث بات من المتعذر تحديد موعد لتأليف الحكومة، في ظل تباعد الموقف بين دياب من جهة، وبين العهد وحركة "أمل" و"حزب الله" من جهة ثانية.
فالرئيس المكلف الذي أكد في بيانه الأخير أنه لن يعتذر، وهو مصر أكثر من أي وقت مضى على تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين، في الوقت الذي لا يرى "الثنائي الشيعي" والتيار "العوني"، أن الوضع بات يسمح بتأليف حكومة اختصاصيين بعد اغتيال قاسم سليماني، وأن المطلوب تشكيل حكومة سياسية أو تكنوسياسية، لمواجهة تطورات المرحلة، لحماية لبنان من حرائق المنطقة .
وعلقت اوساط تيار المستقبل ، على الدعوات المتتالية الى تفعيل حكومة تصريف الاعمال وتحميلها تبعات المرحلة الاقتصادية والسياسية بالقول، ان هذه الدعوات يفترض ان تركز على وجوب تأليف الحكومة من المعنيين بتأليفها واصدار مراسيم تشكيلها.
واضافت، ان رئيس حكومة تصريف الأعمال الرئيس سعد الحريري لم يتخلف عن تحمل مسؤولياته الدستورية والوطنية في أية لحظة، وقد غادر في اجازة عائلية بفرضية ان الحكومة ستولد عشية رأس السنة كما أعلن الرئيس ميشال عون بعد قداس الميلاد في بكركي لتكون هدية اللبنانيين في السنة الجديدة.
من جانبه، اعتبر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انه "منذ 3 أشهر وانتفاضة الشباب اللبناني تخاطب ضمائر المسؤولين"، آملا في أن "يصغي المسؤولون اليهم قبل ان تتحوّل انتفاضتهم الى ثورة هدامة، فلا بد من مصارحة ومصالحة عامة لاستعادة الوحدة الوطنية بكل مكونات المجتمع اللبناني بحيث لا يشعر احد انه مقصى".
وسأل الراعي، في عظة قداس الاحد: "هل تعطيل شؤون الدولة والشعب أضحى وسيلة للكيدية السياسية؟ وكيف نفهم ان حكومة تصريف الاعمال لا تمارس مسؤوليتها وتترك سفينة الوطن عرضة للامواج العاتية والرياح العاصفة وكيف نفهم أن الذين اتوا بالرئيس المكلف حسان دياب لا يسهلون مساعيه الحثيثة الى تشكيل حكومة من اجل نجاة سفينة الوطن؟".
بدوره، كشف نائب "حزب الله" علي فياض، عن "تشكيل لجنة فرعية منبثقة من لجنة المال والموازنة النيابية لمتابعة مصير اموال المودعين مع المصارف، ومن المفترض ان تباشر هذه اللجنة عملها مطلع الاسبوع المقبل، اضافة الى كل ما يتصل بوضعية المصارف والوضع المالي والعلاقة بين المجلس النيابي والتشريعات المطلوبة لمواكبة هذه التحديات".
من جانبه، نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، نيته "استخدام الصلاحيات الاستثنائية التي طلبها في كتاب لوزير المال علي حسن خليل، في استحداث إجراءات جديدة". وأكد أن الهدف هو ضمان تطبيق الإجراءات بشكل عادل ومتساوٍ على المودعين والعملاء.
وفي وقتٍ سابق، أرسل سلامة كتابًا إلى وزير المال ونسخًا منه إلى كبار المسؤولين يطلب فيه منحه صلاحيات تجيز له إصدار تعاميم تشرع التدابير التي تتخذها المصارف حاليا لجهة تعاطيها مع المودعين، وأن الأمر لا يتعلق بتدابير جديدة.
وسأل الوزير وائل أبو فاعور، عبر تويتر: "كيف يتوفر الدولار لدى الصيارفة ولا يتوفر لدى المصارف؟"، مضيفًا: "اما ان المصارف تمتنع عن إعطاء المواطنين أموالهم وتتقصد إذلالهم وإفقارهم وبالتالي تجب ملاحقتها قضائيا وأما ان الصيارفة يمارسون عمليات تبييض أموال غير مشروعة ويجنون الأرباح الفاحشة من اللبنانيين".
وأشار الى أنه "يجب محاسبتهم من قبل الجهات الرقابية المصرفية ومن قبل الجهات القضائية، وبكل الحالات المواطن اللبناني هو الضحية والحكومة القادمة مستبعدة ولا مرجعية تحمي المواطن". إلى ذلك، عقدت مبادرة "وعي" ومجموعات من الحراك المدني مؤتمراً صحافياً، للحديث عن التمديد لشركتي "ألفا" و"تاتش"، أمام منزل وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال محمد شقير في الحمرا، شارع بلس، بالقرب من مخفر حبيش.
في سياق آخر، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحاج قاسم سليماني لم يكن يمثل نفسه، بل ممثل للجمهورية الإسلامية وقيادتها في المنطقة.
وخلال الاحتفال التكريمي الذي يقيمه حزب الله في ذكرى أسبوع الشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما، والذي يقام بالتوازي في كل من بعلبك، الهرمل، النبطية، البقاع الغربي، صور، وبنت جبيل، لفت نصرالله إلى أن الشهيد سليماني كان أحد أسباب التطور الكمي والنوعي في عمل المقاومة في نهاية التسعينيات، وأن اهتمامه وعمله أدى إلى انتصار عام 2000، والتي تحولت بعدها المقاومة إلى قوة تملك قدرة وردع لقطع يد العدو "الإسرائيلي" عن لبنان بمواكبته.
وذكر نصر الله أنه خلال عدوان تموز 2006 جاء الحاج قاسم سليماني إلى الضاحية الجنوبيّة وظلّ إلى جانب المقاومة كلّ أيّام الحرب في غرفة العمليّات رغم الخطر الشديد وتحت القصف، وصولاً إلى نهاية الحرب حيث أخبرنا أننا بحاجة إلى مبالغ كبيرة من أجل التعويض على الناس وهو أمن هذا الدعم.
وشدد نصر الله على أن كل ما تملكه المقاومة اليوم من قوة ردع وإمكانات وخبرات وتطوير باتت تهديد وجودي لـ"إسرائيل"، قائلاً: "نحن لم نكن نتوقع أن يأتي يوم ينظر فيه العدو إلى مقاومتنا اللبنانية أنها تشكل تهديد وجودي له وهذا ببركة ايران قيادة الإمام الخامنئي والحاج قاسم سليماني".
وأضاف أن "الإدارة الأميركية ستدفع الثمن غالياً ولن تمر هذه الجريمة وتنسى"، قائلاً هم "يقولون أن العالم بعد سليماني أكثر أماناً ونحن نقول لهم أنهم سيكتشفون خطأهم بالدم، وأن العالم بعد استشهاد سليماني سيكون مختلفاً ولا مكان فيه للمستبدين".
آخر الأخبار