الاحتلال الإسرائيلي يستبيح "الأقصى" ويغلق الحرم الإبراهيمي
اعتقالات واسعة للمرابطين والمرابطات… وطوفان مستوطنين أحيا "عيد العرش"
القدس، رام الله، عواصم - وكالات: بالتزامن مع ثالث أيام ما يسمى بـ"عيد العرش"، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس، الحرم الإبراهيمي الشريف أمام المصلين المسلمين، فيما قمعت شرطة الاحتلال المرابطين واقتحمت المصلي القبلي في المسجد الأقصى المبارك، بينما اقتحم نحو ألف ومئة مستوطن ساحات الأقصى وأدوا طقوسًا استفزازية.
وكشفت مصادر مقدسية أن قوات الاحتلال اعتقلت المرابطتين هنادي الحلواني وعايدة الصيداوي، والمقدسي نظام أبو رموز من طريق باب السلسلة بالقدس القديمة بعد عملية قمع وصفها شهود بالوحشية، ووثق مرابطون قيام مستوطنين بتأدية "السجود الملحمي" على عتبة باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، وذلك بعد يوم من إدخال نباتات ذات دلالة توراتية إلى ساحات الأقصى.
ونفذ المقتحمون بحراسة مشددة اقتحاماتهم على شكل مجموعات متتالية من جهة باب المغاربة وأدَّوا طقوسا تلمودية في باحاته، فيما تجولت مجموعات في أزقة البلدة القديمة وأدَّوا طقوسا تلمودية عند أبواب الأقصى، وتحديدا عند بابي السلسلة والقطانين وقاموا بعمليات بلطجة وعربدة بحق المقدسيين، كما وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية وصلوات في المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى، كما تجمعت حشود ضخمة من المستوطنين للمشاركة في طقوس بركة الكهنة خلال عيد العرش، عند حائط البراق.
واعتبر مدير عام أوقاف الخليل نضال الجعبري، إغلاق الحرم الإبراهيمي، تعديا سافرا على حرمة الحرم، واعتداء استفزازيًّا على حق المسلمين في الوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم. مطالبا المجتمع الدولي بصفة عامة والدول الإسلامية والعربية، والمؤسسات التي لها علاقة بالشأن الثقافي والتراثي والديني، وعلى رأسها اليونسكو، بوضع قراراتها موضع التنفيذ، لخطورة ما يحصل في القدس والمسجدين الأقصى والإبراهيمي.
بدوره قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن فرض سلطات الاحتلال حصارًا على القدس المحتلة، ومنع وصول المصلين إلى الأقصى، دليل على نية مبيتة من الاحتلال الفاشي لتمرير مخططات التهويد، واصفا اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى، والاعتداء على النساء، واعتقال عدد من المرابطين والمرابطات، بالعمل الهمجي والجريمة الوحشية، ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي المشارك في هذه الجرائم. وشدد فتوح على أن سلطات الاحتلال تتصرف كدولة فوق القانون، وتضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتوغل في جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
من جهتها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية، التصعيد الحاصل في عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وممتلكاته، وفي مقدمتها ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من استهداف جدي وتصعيد في اعداد المشاركين في الاقتحامات ومحاولة فرض وقائع جديدة عليه من شأنها ادخال تغييرات حاسمة على واقعه التاريخي والسياسي والقانوني على طريق تقسيمه مكانيا. وأكدت أن كل هذه الجرائم تأتي في إطار عمليات الضم التدريجي الزاحف للضفة الغربية المحتلة وتخصيص المساحة الأكبر منها كعمق ستراتيجي للتمدد الاستعماري الاستيطاني العنصري، بما يؤدي إلى تقويض أية فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية وتطبيق مبدأ حل الدولتين.
وشددت على أن الميوعة الدولية في التعامل مع معاناة الشعب الفلسطيني جراء جرائم الاحتلال باتت توفر الغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم واستمرار العدوان الإسرائيلي وتصعيده، واستبدال حل الدولتين بالاحتلال ونظام فصل عنصري اسرائيلي تمييزي (ابرتهايد).
وفي عمان دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الردنية الانتهاكات المستمرة للمتطرفين في المسجد الأقصى المبارك ا، والتقييدات الإسرائيلية المفروضة على الفلسطينيين في البلدة القديمة للقدس. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة إن على إسرائيل احترام التزاماتها وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية، مطالباً بالكف عن جميع الممارسات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، واحترام حرمته، معيداً التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته، هو مكان عبادة خالص للمسلمين. وشدد الناطق الرسمي باسم الوزارة على أن الممارسات الاستفزازية المستمرة والمرفوضة بحق المسجد الأقصى المبارك وتصاعد وتيرتها وما يرافقها من ممارسات استفزازية داخل الحرم وفي محيطه، هو خرقٌ فاضح ومرفوض للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.