الأولى
/
الدولية
الاحتلال يتنصّل من اتفاق تهدئة غزة... و"الجهاد": سنستأنف القتال
الاثنين 08 أغسطس 2022
5
السياسة
رام الله، عواصم - وكالات: وسط ترحيب عربي ودولي بالإعلان عن هدنة بين إسرائيل وحركة "الجهاد" الفلسطينية في غزة، أنهت جولة عنف دموية أسفرت عن مقتل نحو 41 فلسطينيا وإصابة العشرات، وذلك بوساطة مصرية قطرية، تنصلت إسرائيل من تفاهم وقف إطلاق النار الذي يشترط الإفراج عن الأسيرين باسم السعدي وخليل عواودة، بينما هددت حركة "الجهاد" بمعاودة القتال إذا لم تلتزم إسرائيل بالشرط.وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة "الجهاد" محمد الهندي في بيان: "تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة، بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين باسم السعدي وخليل عواودة"، كما وافقت اسرائيل على الهدنة التي اقترحتها مصر حسبما أفاد مصدر مصري.من جانبهم، قال مسؤولون إسرائيليون إن الحكومة لم تتعهد للوسطاء المصريين بإطلاق سراح الأسيرين السعدي وعواودة في إطار تفاهمات وقف إطلاق النار مع غزة الذي بدأ سريانه الليلة قبل الماضية.ونقل موقع "والا" الإسرائيلي عن المسؤولين قولهم: "لم نوافق على إطلاق سراح المعتقلين الجهاديين اللذين أشعلا المواجهة (السعدي وعواودة).. المصريون طلبوا التأكد من سلامة المعتقلين، هذه مسألة حساسة وسنتحدث عنها مع المصريين، وعلى أية حال نحن لم نلتزم بالإفراج عنهما".من جهته، هدد الأمين العام لحركة "الجهاد" زياد النخالة، بأنه إذا لم تلتزم إسرائيل بشروط وقف إطلاق النار، فسوف تستأنف الحركة القتال مرة أخرى، مشيرا إلى أن حركة "حماس" لم تتدخل عسكرياً، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن التقديرات بأن "حماس" غير معنية بحرب أو تصعيد كانت حاسمة.وأوضح النخالة، في مؤتمر صحافي من العاصمة الإيرانية طهران، أن "الاحتلال هو من سعى بقوة للوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ونحن مَن اشترط الإفراج عن بسام السعدي وخليل العواودة"، مردفا: "إذا لم يلتزم العدو بشروطنا فسنعدّ أنّ الاتفاق لاغ، وسنستأنف القتال مرة أخرى".في غضون ذلك، أعادت إسرائيل فتح المعبرين الواصلين مع قطاع غزة جزئياً بعد أسبوع من الإغلاق جراء المواجهة مع حركة "الجهاد" والتي استمرت ثلاثة أيام، حيث سمحت لستين شاحنة محملة بالمواد الأساسية الضرورية بالعبور.وأعلنت اللجنة الفلسطينية لتنسيق البضائع إلى غزة، أنه تمت إعادة فتح معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) جزئياً صباح أمس، حيث تم إدخال الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء في القطاع.وأفاد بيان حكومي إسرائيلي بإعادة فتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة "بصيغة إنسانية"، بدءاً من الساعة التاسعة صباح أمس ووفقاً لتقييم الوضع.من جانبه، رحّب الرئيس الأميركي جو بايدن بالهدنة، حاضًّا جميع الأطراف على تنفيذها بالكامل، موجها الشكر إلى الرئيس المصري وأمير قطر للمساعدة في إنهاء الأعمال العدائية في قطاع غزة، قائلا إنّ واشنطن عملت مع مسؤولين في الدولة العبريّة والسلطة الفلسطينيّة ودول مختلفة في المنطقة "للتشجيع على حَلّ سريع للنزاع".وأضاف: "ندعو أيضًا جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وضمان تدفّق الوقود والإمدادات الإنسانيّة إلى غزّة مع انحسار القتال"، معربا عن أسفه لسقوط قتلى ومصابين في صفوف المدنيّين في غزّة، لكنّه لم يُحدّد الجهة التي تقع عليها المسؤوليّة، داعما جراء تحقيق شامل.كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء، داعيا الاطراف الى التنفيذ الكامل لوقف اطلاق النار وضمان تدفق الامدادات الانسانية الى غزة.على صعيد متصل، وصفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية العملية العسكرية الأخيرة في غزة بأنها فشل ذريع للسياسة الإسرائيلية في القطاع، منددة بتكرار هذه العمليات العسكرية وما ينجم عن ذلك من تعطيل لحياة الإسرائيليين اليومية، وتحويل لحياة الفلسطينيين في غزة إلى كابوس مستمر.من جانبه، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً بطلب من مندوب فلسطين، استمع خلاله إلى إحاطة لمستجدات الوضع في غزة، تلتها مشاورات مغلقة بين أعضاء مجلس الأمن.وطالب مندوب فلسطين في الأمم المتحدة، رياض منصور المجلس بأن يتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.وأعرب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن أمله بأن يصل مجلس الأمن الدولي إلى قرار قابل للتنفيذ يوفر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.وبحث خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء، أوضح انها مخصصة لنقاش العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتبعاته، احتياجات القطاع الصحية والخدماتية من كهرباء ومياه.من جهته، أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بالدور المصري وجهود القاهرة في وقف العدوان على غزة.