الاحتلال يحوِّل القدس إلى ثكنة عسكرية ويعزز منظومة القبة الحديدية

رام الله، عواصم - وكالات: فيما حولت سلطات الاحتلال، أمس، مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة إلى ثكنة عسكرية، بذريعة تأمين "مسيرة الأعلام" الاستفزازية، التي تنوي الجمعيات الاستيطانية تنظيمها اليوم، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز منظومة القبة الحديدية خشية وقوع هجمات صاروخية من قطاع غزة بالتزامن مع المسيرة.
ودفعت سلطات الاحتلال بنحو ثلاثة آلاف شرطي إلى القدس المحتلة، ونصبت الحواجز العسكرية على الطرقات الرئيسة، فيما أعلنت أنها ستغلق محاور رئيسة وتدفع بالمزيد من عناصر شرطتها إلى المدينة، وذلك عشية ما يسمى "مسيرة الإعلام"، التي ستمر من أحياء القدس القديمة لتحط في ساحة البراق.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "مسيرة الأعلام" سيتقدمها سبعة وزراء وأعضاء في الكنيست من الائتلاف الحكومي، في وقت دعت منظمات "الهيكل" اليهودي وجماعات استيطانية إلى أكبر اقتحام للأقصى.
يأتي ذلك في وقت حذرت الرئاسة الفلسطينية من إصرار حكومة الاحتلال على تنظيم "مسيرة الأعلام"، واصفة إياها بـالاستفزازية، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن دعوات المتطرفين لاقتحام المسيرة للمسجد الأقصى سيشعل المنطقة وستكون العواقب وخيمة، محملاً حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع.
وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته قادرون على حماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وستبقى القدس بمقدساتها عاصمة دولة فلسطين الابدية، معتبرا الإصرار على تنفيذ "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من مدينة القدس يؤكد إذعان الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين اليهود، مطالبا الإدارة الأميركية بموقف واضح وصريح من الاستفزازات الإسرائيلية وتحويل أقوالها إلى أفعال، مشدداً على ان هذه السياسة ستعزز سياسة عدم الاستقرار.
وفي قطاع غزة، شارك فلسطينيون وعلماء دين في وقفة رافضة للمسيرة، ورفع المشاركون خلال الوقفة التي نظّمتها مؤسسات عاملة للقدس والأقصى وأُخرى علمائية داخل المسجد العمري بمدينة غزة، لافتات كتب عليها "الأقصى أمانة في أعناق المسلمين جميعا"، و"نطالب علماء الأمة بأخذ دورهم في تحريك الشعوب للدفاع عن الأقصى".
ووصف القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، مسيرة الأعلام بأنها رسالة ضمنية بالسيطرة على القدس وابتلاعها، مطالبا علماء الأمة بالقيام بدورهم في تحريك الشعوب للدفاع عن الأقصى، كما دعا الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس للاحتشاد وإفشال المسيرة دفاعا عن المدينة والمسجد الأقصى وتحويل نقاط التماس مع الاحتلال إلى نقاط اشتباك، وناشد الأمتين العربية والإسلامية بتحمل مسؤوليتهما تجاه المسجد الأقصى.
من جانبه، قال الشيخ يوسف الشرافي نيابة عن المؤسسات العلمائية إن "فتوى العلماء تتفق على تحريم التنازل عن أرض فلسطين واعتبارها وقفا إسلاميا للأمة الإسلامية جمعاء"، داعيا الأمة الإسلامية لتحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن الأقصى ومدينة القدس والحفاظ عليهما، والشعب الفلسطيني إلى الرباط في الأقصى لإفشال مخططات الاحتلال.
وفي نابلس، أصيب 86 فلسطينياً برصاص جيش الاحتلال وبحالات اختناق خلال تأمين الجيش اقتحام مستوطنين مقام النبي يوسف، وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 86 إصابة خلال مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بينهما إصابة بالرصاص الحي في الظَّهر وُصفت بالخطيرة، وخمس بالرصاص المعدني وقنابل الغاز و80 جرّاء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
في السياق، أفادت مصادر محلية فلسطينية بأن آليات الاحتلال هدمت بناية سكنية في حي واد قدوم ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، قائلة إن البناية التي هدمتها قوات الاحتلال بذريعة عدم الترخيص، تؤوي 50 شخصا من عائلة الحسيني، حيث حاصرت القوات محيط الهدم وأغلقت الطرقات لمنع الوصول إلى الموقع حتى الانتهاء من تدميرها.