الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر… وشهداء غزة إلى 1417

تحذيرات من تحوُّل القطاع إلى مقبرة جماعية… ودعوات لإعلان غزة منطقة "منكوبة"

غزة، عواصم- وكالات: فيما تواصل قوات الاحتلال تدمير الأحياء السكنية وارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة لليوم السادس، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على القطاع إلى 1417 شخصا وإصابة 6268 آخرين بجراح مختلفة منذ بدء الغارات يوم السبت الماضي. وكشفت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 104 فلسطينيين، وأصيب العشرات، أمس، في مجازر جديدة للاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المتواصل لليوم السادس على قطاع غزة المحاصر.
وفي حين واصلت إسرائيل شن هجماتها المكثفة والعنيفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة مستهدفة أحياء سكنية ومواقع لحركة حماس ومرافق مدنية وحكومية فضلا عن منشآت بني تحتية، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة وقصف بعشرات الأطنان من المتفجرات منازل الفلسطينيين في جباليا شمال القطاع ودير البلح ومخيم النصيرات وسطه وحي تل السلطان ورفح جنوبه، ما أدى إلى استشهاد 104 فلسطينيين وعشرات المصابين معظمهم نساء وأطفال.
وقبل ذلك، اشارت مصادر طبية إلى استشهاد 31 فلسطينين إثر استهداف طائرات الاحتلال لعمارة سكنية لعائلة المطوق في شارع النزهة بمنطقة جباليا البلد شمال القطاع، وقالت المصادر: إن طواقم الدفاع المدني والاسعاف، تمكنت من انتشال 31 شهيدا من بين ركام العمارة بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى عدد كبير من الجرحى.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، انهيار المنظومة الصحية فعليا في القطاع، بعد التوقف التام لإمدادات الكهرباء والمياه، مشيرة إلى عدم توافر أي مكان للجرحى فى غرف العناية المركزة التي امتلأت بشكل كامل في مستشفيات القطاع. بدوره حذر المكتب الإعلام الحكومي في غزة من دخول القطاع منحنى خطير على صعيد الواقع الإنساني، الذي يشهد تدهورا غير محدود في كل تفاصيله الخدماتية والمعيشية. وقال المكتب الإعلامي، في بيان: إن ذلك يتزامن مع تصاعد جريمة إسرائيل في يومها السادس، بمحو أحياء سكنية وتهجير مئات الآلاف من السكان قسرا وإبادة عائلات بأكملها جراء قصف بيوتهم فوق رؤوسهم.
وأضاف: إن المجازر الجماعية خلفت أعدادا كبيرة من الشهداء وباتت ثلاجات الموتى غير قادرة على استيعابهم، لافتا إلى تدفق أعداد متزايدة من الجرحى تغص بهم ممرات المستشفيات بعد امتلاء الأسرَّة وإشغال جميع غرف العمليات والعناية، ما يهدد المنظومة الصحية بالانهيار وعدم القدرة على مواصلة خدماتها في أي لحظة، سيما مع توقف الكهرباء.
وتابع قائلا: "هذا الواقع يجعل من غزة منطقة منكوبة تتعرض لعقاب ومجازر إبادة جماعية، وللأسف يتم ذلك على مرأى ومسمع العالم، دون تحرك حقيقي لوقف هذه المجازر، والاكتفاء بالحديث عن محاولات إيجاد ممرات لإدخال المساعدات الإنسانية". وحذر البيان من أن تأخر الاستجابة لنداء الاستغاثة ستكون نتائجه جعل قطاع غزة مقبرة جماعية، يموت فيه الناس إما بسبب القصف والدمار، وإما الجوع وعدم توفر المياه الصالحة للشرب أو انتشار الأوبئة والأمراض المعدية انطلاقا من تجمعات النازحين".
وفي وقت سابق، حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، من انهيار الوضع الصحي في قطاع غزة، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات الطبية واللوازم الخاصة بغرف العمليات والأدوية وأكياس الدم. وقالت الكيلة: إن العدد الكبير للجرحى، يفوق حاليا القدرة الاستيعابية للمستشفيات في القطاع. وجددت الدعوة بشكل عاجل لكل المنظمات الصحية الدولية والأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وكل دول العالم، إلى التدخل الفوري والعاجل لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، خصوصا إلى غرف العمليات وأقسام الطوارئ ووحدات العناية المكثفة. كما دعت المنظمات الصحية الدولية إلى المساعدة في فتح مستشفيات ميدانية في قطاع غزة، للعمل على إنقاذ حياة المصابين وخصوصا النساء والأطفال والشيوخ.
من جانبها، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أنه تم توثيق 51 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية منذ السبت الماضي، ودعت الصحة العالمية لوضع حد فوري للعنف بالأراضي الفلسطينية وحماية المدنيين.
في الاثناء، طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين الفلسطينيين، وإعلان قطاع غزة "منطقة منكوبة" بما يسمح بتدفق ووصل المساعدات الإنسانية العاجلة لحماية الحق فى الحياة للمدنيين وإغاثة المضارين.
في غضون ذلك، أفادت الأمم المتحدة بنزوح أكثر من 338 ألف شخص من سكان قطاع غزة بفعل هجمات إسرائيل المتواصلة لليوم الخامس على التوالي. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون المساعدات الإنسانية "اوتشا" في بيان: إن النزوح الجماعي يستمر في جميع أنحاء قطاع غزة، وارتفع بنسبة 30% خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل الآن إلى 338 ألفا و934 شخصا، وذكر البيان أن نحو ثلثي النازحين يعيشون في 92 مدرسة تابعة لـ"أونروا".