رام الله، عواصم - وكالات: تسود حالة من الترقب الحذر في القدس المحتلة، ولا سيما محيط المسجد الأقصى المبارك، بعد يوم ملتهب إثر اقتحام قوات الاحتلال للمسجد، حيث تصاعدت حملات الاعتداء الوحشية المتواصلة من قبل القوات الإسرائيليين على الفلسطينيين منذ أيام لتصل إلى ذروتها الجمعة الماضية، حيث جرى اقتحام جديد للمسجد الأقصى، وحصول اعتداءات كبيرة على المصلين فيه.ووفق الهلال الأحمر الفلسطيني، أصيب نحو 153 فلسطينياً واعتُقل نحو 400 آخرين، جراء المواجهات المستمرة منذ فجر الجمعة، إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك.وبحسب وكالة وسائل إعلام فلسطينية فقد اقتحمت قوات الاحتلال المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، واعتدت بوحشية على المعتكفين فيه، واعتلى جنود الاحتلال أسطح المباني قرب "باب السلسلة" في الرواق الغربي للمسجد الأقصى، في حين تصدى المصلون المرابطون لقوات الاحتلال، وسط اندلاع مواجهات عنيفة.وتمركزت قوات الاحتلال أمام "باب المغاربة" أحد أبواب الجدار الغربي للمسجد، وهو الأقرب إلى حائط البراق وأطلقت الرصاص المطاطي صوب المصلين، وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في تصريح مقتضب، إنها أخلت المسجد الأقصى ممن وصفتهم بـ"المشاغبين"، واعتقلت نحو 300 منهم.وأدى آلاف المصلين صلاة الفجر العظيم، فجر الجمعة، في باحات المسجد الأقصى، وسط أجواء من التوتر والتكبيرات والهتافات نصرة للمسجد، رداً على تهديدات جماعات "الهيكل" باقتحام ساحاته وأداء طقوس عيد الفصح اليهودي.وفيما شهد يوم الجمعة نحو 35 نقطة مواجهة مع قوات الاحتلال في القدس والضفة، أكد خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن "المعركة مع الاحتلال والمستوطنين لا تزال قائمة في الأقصى، لأن العيد لدى الاحتلال مستمر لمدة أسبوع، وعلينا أن نكون متيقظين لأي غدر، وأن نواصل شد الرحال للأقصى".
ورغم التوترات الشديدة التي تشهدها الأراضي المحتلة، سار الآلاف من المسيحيين لإعادة تمثيل طريق الآلام التي سارها يسوع المسيح حاملا الصليب في القدس يوم الجمعة العظيمة، مصحوبين بوجود مكثف للشرطة، حيث سار الرهبان الفرنسيسكان في البلدة القديمة في القدس إلى كنيسة القيامة، حاملين صلبانا خشبية في ذكرى معاناة يسوع المسيح.وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن التصعيد الإسرائيلي "لا يمكن احتماله"، داعيا لدى استقباله في رام الله مبعوث الاتحاد الأوروبي للسلام في الشرق الأوسط سفين كوبمانز، المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية للفلسطينيين.واستعرض عباس مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد هاتفيا التطورات الخطيرة ووحشية الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال وأعمال القتل والاعتقالات، مؤكدا خطورة ما يجري، "الأمر الذي سيضطر القيادة الفلسطينية للاجتماع واتخاذ قرارات بهذا الشأن". وتواصلت بيانات الإدانة شديدة اللهجة، حيث دعا أمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى ضرورة المحافظة على الوضع الراهن الأماكن المقدسة في القدس، مؤكدا التزامه بدعم الفلسطينيين والإسرائيليين لحل النزاع على أساس قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الثنائية، داعيا للتهدئة ووقف الاستفزازات في الحرم الشريف لمنع المزيد من التصعيد.وبينما اعتبرت سلطنة عمان أن اقتحام الأقصى "يُعد انتهاكاً صارخا للقانون الدولي والقيم والحقوق الانسانية"، وصفت الخارجية الليبية الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال بأنها انتهاك لحرمة المسلمين وتظهر الممارسات الإجرامية، ودانت الإمارات والبحرين والسعودية والكويت وقطر والأردن ومصر وتركيا بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية المسجد للأقصى المبارك، وأصدرت منظمات ودول إسلامية وعربية، بيانات لإدانة اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين .ودان مجلس التعاون بأشدّ العبارات، وطالب الأمين العام لمجلس التعاون نايف الحجرف المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للحفاظ على سلامة المسجد الأقصى والمصلين، وبضرورة تقيد "إسرائيل" بالتزاماتها كقوةٍ قائمةٍ بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني.