الاختيار والنجاح والمستقبل

لواء م. فيصل الجزاف

بعد أن أدلى الشعب برأيه عبر انتخاب ممثليه إلى مجلس الأمة، وبرزت فزعته وحرصه على الديمقراطية، والاقتراع، نبارك لمن حالفه الحظ، وكسبه ثقة الناخبين، أما من لم يحالفه النجاح، عليه أن يقتنع أن هذا اختيار الناس، وهذه هي الديمقراطية.
اليوم، يتوجب على الأخوة النواب أن يتفقوا على خارطة الطريق لبدء العمل البرلماني، مصحوبا ببرنامج أولويات، والاتفاق عليها، وليس الصراع على اولويات شخصية، ولا يكون التسابق على المناصب وينسون التوافق.
أيضا يتوجب التنسيق مع الحكومة لوضع رؤية مشتركة مبنية على التعاون، من أجل تجاوز الماضي، وتعزز الاتفاق وليس الصراع.
كما لا بد من التأكيد على أن الرقابة والتشريع يجب أن يكونا من أجل دفع عجلة التنمية والإصلاحات المطلوبة، وحل مشكلات المواطنين في كل المجالات.
كما أن يكون اختيار الوزراء بما يتفق مع مخرجات الانتخابات، والقدرة على تغيير نمط الممارسة العملية والمواجهة، ويكون العمل ميدانيا، وليس من المكاتب، فالعمل الميداني جزء أساسي من نجاح المسؤول، كما انه يساعده على تفعيل أدوات المحاسبة.
الجميع يترقب بداية انعقاد الفصل التشريعي، ويأمل أن تتغير مفاهيم العمل السياسي، الحكومي والبرلماني، لتكون بما يخدم الكويت وشعبها، فالخوف من المستقبل قائم في أذهان الشعب نتيجة لما عايشه خلال المرحلة السابقة بكل معطياتها.
فلا عذر، ولا أعذار بعد اليوم، والطريق إلى التغيير واضح مساره.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها تحت قيادة سمو الأمير وسمو ولي عهده حفظهما الله ورعاهما.
اللهم ارحم شهداءنا الإبرار.