الخميس 24 يوليو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الاقتصادية

الاستثمار المبكر في الشركات الناشئة والتكنولوجية ضرورة لتكوين الثروات

Time
الأحد 28 مارس 2021
السياسة
عقدت كامكو إنفست ندوة افتراضية لتزويد المستثمرين في منطقة الخليج العربي برؤية عميقة حول أهمية قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة والتي تطورت إلى فئة أصول رئيسية للمستثمرين الذين يسعون إلى التنويع وتكوين الثروات. وركزت الندوة على تطور قطاع الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة مع استمرار تطور التكنولوجيا الحديثة لتمكين التحول نحو الرقمنة، لتصبح لحظة حاسمة للتحول الرقمي ومكوناً حاسماً في ستراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل.
وقد أدار النقاش رئيس إدارة الحلول الاستثمارية في كامكو إنفست فيصل العثمان، بالتعاون مع إحسان سانكاي، الرئيس التنفيذي لإدارة الملكية الخاصة في كامكو إنفست، وفهد الشارخ، المؤسس والشريك الإداري لشركة تك إنفست، وهي شركة استشارية توفر للمستثمرين فرص الاستثمار في شركات التكنولوجيا الأمريكية في مراحل مبكرة وفي مراحل النمو والتوسع، وجيك زيلر الشريك في إنجيل ليست، أكبر منصة في العالم للاستثمار في الشركات الناشئة، والتي تدعم أكثر من 2.5 مليار دولار في الأصول الخاضعة للإدارة مع 77 شركة في محفظتها تتجاوز قيمتها السوقية مليار دولار.

تأثير الجائحة الاستثمارية
استهل العثمان الندوة بنظرة عامة على كيفية تأثير الجائحة على مشهد الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة من اسثتمار غير مضمون إلى صناعة مليئة بالفرص يقودها التحول السريع نحو الرقمنة. حيث كان لتطبيق بروتوكولات الحجر الصحي والعزل في جميع أنحاء العالم تأثيراً إيجابياً على قطاع التكنولوجيا. وقد تجاوز مستوى الأداء توقعات المحللين بكثير، وأصبحت هذه الصناعة عنصراً اساسياً وضرورياً في المسار نحو الوضع الطبيعي الجديد.
وكان أحد بواعث القلق الرئيسية بشأن استمرارية الجائحة هو تأثيرها على عمليات التخارج من الشركات الناشئة والمبتكرة. لم يقتصر الأمر على استمرار عمليات التخارج البارزة في عام 2020، ولكنها أدت أيضاً إلى زيادة السيولة إلى مستويات جديدة. وقد بلغ إجمالي التخارجات في عام 2020 ما قيمته 290.1 مليار دولار ، متجاوزة بذلك القيمة الإجمالية في عام 2019 والذي شهد عدد التخارجات ذاته (حوالي 1101 تخارج). كما كانت الاكتتابات العامة وعمليات الاندماج والاستحواذ نشطة، إلا أن الاكتتابات الأولية الهائلة أدت إلى تحقيق قيم تخارجات قياسية.
واستمر نشاط جمع رؤوس الأموال في الولايات المتحدة في عام 2020 قوياً حيث كان الأعلى خلال العقد الماضي. وقد بلغ إجمالي المبلغ الذي تم جمعه في عام 2020 حوالي 73.6 مليار دولار ، وهو أعلى من الرقم القياسي السابق في عام 2018 والذي بلغ 68.1 مليار دولار. ومن العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الزيادة التحولات في ديناميكيات الصناعة، والمعدلات السريعة في تبني التكنولوجيا، ودور التكنولوجيا في تعزيز الحياة أثناء الجائحة، بالإضافة إلى توافر سوق اكتتاب عام قوي.

التكنولوجيا الرقمية
واضاف العثمان إن معدل التبني المتسارع للتكنولوجيا في غضون عام واحد يعادل عقودًا من التكنولوجيا الرقمية، حيث سعت الشركات التقليدية إلى التحول إلى الإنترنت والتحول الرقمي في عملياتها. ومع إمكانية تحقيق عوائد مجزية وإحداث تأثير كبير وإيجابي، أصبح الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة جزءا مهماً في استراتيجيات الاستثمار طويلة الأجل. فقد طرحت الشركات التي تستثمر في الشركات الناشئة والمبتكرة 44 صندوقاً ضخماً في العام 2020، برأسمال يفوق 500 مليون دولار لكل صندوق، أي ما يقرب من ضعف عدد الصناديق الـ 24 التي تم طرحها خلال عام 2019.
واتفق المشاركون في الندوة على أن نسبة مخاطر الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة مبالغ فيها وتستند إلى بيانات قديمة تعود إلى التسعينيات والتي كانت بخسارة 51% ونسبة انخفاض في القيمة تبلغ حوالي 65%. أما اليوم، فإن متوسط نسبة الخسارة انخفض إلى ما يقارب 20% ويمكن أن يكون الأداء أفضل عند التعامل مع مدراء وكوادر جيدة. وهذا يجعل الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة أحد أفضل فئات الأصول أداءً مع انخفاض عامل المخاطرة وزيادة إمكانية تحقيق عوائد أعلى.

التكنولوجيا التحويلية
وقال سانكاي أن الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة أصبح أكثر أهمية عالمياً بسبب الحاجة إلى التحول والتغيير. فعلى سبيل المثال لدى سيليكون فالي واحد من أكثر النظم البيئية التكنولوجية تطوراً ونشاطاً في جميع أنحاء العالم من حيث الابتكار والتخارجات. ويبلغ عمر هذه الصناعة 70 عاماً تقريباً مع تركيز عالٍ على المواهب والابتكار والأوساط الأكاديمية لريادة الأعمال ورؤوس الأموال، حيث يُظهر المستثمرون شهية قوية لأسهم الشركات التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام.
وأضاف أن الاستثمار في التكنولوجيا التحويلية هو السبيل الحتمي للمضي قدماً. إن الصناعات التقليدية مثل التجزئة والتمويل والاتصالات وغيرها يتم تحويلها جميعاً من خلال الابتكارات التكنولوجية الجديدة التي تطور الأساليب والتطبيقات التقليدية. فالبدء في عملية التحويل لا يحتاج سِوى نقرة واحدة أسهل أو عملية واحدة أقل. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبتت الجائحة بوضوح أهمية الاقتصاد عبر الإنترنت حيث انه قضى العالم معظم وقته ولمدة عام تقريباً على هذا الحال وسيواصلون القيام بذلك في المستقبل.

تنويع المحافظ الاستثمارية
اكد الشارخ أن السعي لسبل استثمار جديدة يأتي في الوقت الذي يبحث فيه المستثمرون في منطقة الخليج العربي إلى الاستثمار في فئات أصول بديلة، منها الشركات الناشئة والمبتكرة، لتنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق عوائد تتجاوز الاستثمار في العقار والدخل الثابت والأسهم المدرجة. حيث يتجه الأفراد ذوو الملاءة المالية والشركات العائلية إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا الدولية أسوة بصناديق الثروات السيادية.
واضاف أن البيانات التي تم جمعها من العقد الماضي تظهر بأن الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة كان أفضل فئات الأصول أداءً. علاوة على ذلك، فقد انخفضت معدلات خسائر انخفاض القيمة وخسارة رأس المال لصناديق الشركات الناشئة والمبتكرة بشكل ملموس لتصبح فئة اصول أقل مخاطر وأكثر ربحاً.
وقال زيلر أنه عند النظر إلى الاستثمار في الشركات الناشئة والمبتكرة، فإن التركيز ينصب على المجالات التي تحدث فيها عائدات، وعادة ما يكون ذلك عبارة عن بعض الأمثلة الضخمة التي تدفع جميع العائدات، وهو يفضل تركيز الاستثمار في مكان واحدة مثل Doordash أو Uber أو Snowflake حيث تتركز العوائد وقادرة على تحقيق عوائد عالية مقابل 100 شركة ناشئة أخرى غير ذات صلة.
آخر الأخبار