"الاسترليني" يقفز أمام الدولار بعد استقالة تيريزا ماي

قفز الجنيه الاسترليني فور إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، صباح اول من امس، أنها ستستقيل من منصبها اعتباراً من يوم السابع من يونيو المقبل، تاركاً وراءه المستويات المتدنية التي سجلها خلال اليومين الماضيين، في مؤشر واضح على استقبال المستثمرين نبأ الاستقالة بإيجابية بعد الأزمة السياسية التي كانت تعيشها البلاد طوال الفترة الماضية.
وارتفع الاسترليني أمام الدولار الأميركي بحوالي 0.4% عند نحو العاشرة والنصف صباحاً بتوقيت غرينتش ليتجاوز مستوى 1.27 دولار، بحسب ما تابعت "العربية.نت"، لتكون الأسواق بذلك قد ردت بترحيب على خبر استقالة رئيسة الحكومة.
وارتفع الجنيه الاسترليني 0.4% مقابل اليورو الجمعة بعد تكبده خسائر على مدى 14 يوما.
واتسمت التداولات بالتقلب في الوقت الذي زادت فيه المخاوف من أن خليفة ماي سيكون زعيما منتقدا للاتحاد الأوروبي على الأرجح، مما قد يعزز احتمالات خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي دون اتفاق.
وكان الاسترليني قد سجل هبوطاً حاداً منذ مطلع الأسبوع الحالي لينزل إلى ما دون الـ1.26 دولار مسجلاً أدنى مستوياته منذ عدة شهور، متأثراً بالأزمة المتفاقمة التي تشهدها البلاد بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال بول داليس كبير الاقتصاديين لدى "كابيتال إيكونوميكس": إن "استقالة تيريزا ماي من منصبها يدعم وجهة نظرنا السابقة بأن فرص صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد هبطت وأن فرص التأخير مرة أخرى وعدم وجود صفقة قد ارتفعت".
الى ذلك وقبل أن تتقدم باستقالتها رسميًا محفوفة بالدموع، كان السباق قد بدأ فعليا على خلافة تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، وذلك بعد شهور من الضغط الشديد من داخل حزب المحافظين وخارجه.
ويبرز اسم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون لتولي منصب رئيس الوزراء في أغلب استطلاعات الرأي وتأكيدات المراقبين.
لطالما كان جونسون عضو البرلمان الحالي، هو الأكثر اقترابًا من المشهد،
وأشار استطلاع رأي الأسبوع الماضي إلى "أن ست شخصيات بارزة من حزب المحافظين، جميعهم باستثناء بوريس سيفقدون أصوات الحزب"، وفق صحيفة بوليتيكو.
المحك يظل هو موضوع البريكست وتفاصيل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، باعتباره العقبة الكؤود التي تهدد أي رئيس وزراء مقبل.
وتصدر جونسون البالغ من العمر 54 عامًا أغلب المقالات في الصحف البريطانية بوصفه الأقرب للصورة من ناحية واقعية، كما تصدر قائمة لوكالة رويترز بعدد من المحافظين الذين ينوون خلافة ماي.
وكان جونسون قد استقال من منصبه كوزير خارجية في مواجهة الحملة الرسمية لمغادرة الاتحاد الأوروبي في يوليو، احتجاجًا على معالجة تيريزا ماي لمفاوضات البريكست.