الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
33°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

الاعتراف الإسرائيلي بصحراء المغرب

Time
الأربعاء 19 يوليو 2023
View
14
السياسة
نافع حوري الظفيري

لا شك ان قضية الصحراء المغربية تتطلب الكثير من الجهد، والعمل بمزيد من الحكمة لمعالجة هذا الملف الذي دفعته الجزائر إلى الواجهة من اجل تحقيق اهداف ليست واقعية، ولهذا فان الجهود المبذولة من الحكومة المغربية، طوال العقود الماضية، جعلت هذه القضية امام اختبار حقيقي اممي، فيما يتعلق بالعدالة والحقوق المشروعة للدول، وكذلك الحكمة المغربية في تفكيك هذا اللغم الكبير المعقد.
ففي الوقت الذي وقفت المملكة المغربية، منذ فجر استقلالها، الى جانب الحقوق العربية كافة، للاسف هناك دول عربية تقف موقفا مغايرا للحقوق المغربية، لا سيما الجزائر التي كان للمغرب الدور الكبير في تحريرها من الاحتلال الفرنسي، لهذا فان المفاجأة عندما يأتي الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية من اسرائيل، بينما الطرف المفترض انه يساند الحقوق العربية هو الذي افتعل هذه الازمة.
من هنا نقول: عندما يماطل الانسان بالمطالبة بحقه، ويجعل الاخرين ينظرون اليه نظرة سلبية، فان ذلك يشجعهم على أن يجعلوا من هذا الحق علامات استفهامات كثيرة، بل اداة مساومة تستغل ضد صاحب الحق مستقبلا.
ولا شك ان الجميع يعرف ان الحق لا يحتاج الى بيان، خصوصا عندما يكون ظاهراً، لذا وجب على الاخرين احترامه وتأييده، وتأكيد ان صاحب الحق يجب ان يحصل على حقه.
نحن معشر العرب، لا يختلف اثنان على ان ما جرى للقضية الفلسطينية من تقاعس وتساهل هو ما اوصلها الى هذا التعقيد، لا سيما ان بعض الخيانات الكبيرة، من اهل القضية ذاتهم، جعلت المحتل يرسخ احتلاله، ودفعت بالفلسطينيين الى الامر الواقع، فيما يمارس عليهم الاحتلال اعتى الانتهاكات امام مرأى العالم.
ان ذلك التقاعس الكبير، وعدم المسؤولية، جعل الصورة مقلوبة، فالحقوق المسلوبة رغم الاعتراف بها، جعلت العالم لا يحرك ساكنا لان اهل القضية بدأوا يتخلون عنها.
في المقابل، فان الشقيقة المملكة المغربية لم تفرط بحبة رمل واحدة من صحرائحها، بعد الاستعمار الاسباني، فهي ناضلت، ولا تزال تناضل، على كل المستويات من اجل استعادتها، لا سيما المسيرة الخضراء عام 1975 بقيادة المغفور له الملك الحسن الثاني، رحمه الله، والدور البطولي الذي مارسه من اجل ترسيخ هذه الحقوق.
ولان المغرب عانى من الاحتلال، فانه ادرك منذ البدء ماذا يعني الوقوف مع الحق الكويتي بعد الغزو الصدامي للكويت عام 1990.
من هنا، لا احد يجادل بالحق المغربي، وسيادته على الصحراء، وهذا حق واضح للجميع، رغم ان البعض
لايزال يسعى الى دعم الانفصاليين، لانه يتمسك بأوهام استعمارية عفى عليها الزمن، فيما الهدف الاساسي هو خلق المشكلات، وتعطيل تنمية المغرب، لكن يدرك الجميع ان تلك المشكلات المزعومة مصيرها الفشل والخذلان.
لقد تمسكت المملكة المغربية بحقوقها ولم تفرط بها، وعملت، ولا تزال تعمل على وحدة اراضيها، وسيادتها على الصحراء، رغم المزاعم التي يثيرها بعض، خصوصا من هو منا نحن العرب.
في المقابل نجد اسرائيل تعترف لدولة عربية، تبعد عنها آلاف الاميال، بحقوقها، وتؤكد على وحدة دولة عربية على اراضيها، وهذا لا شك يجعل منا نحن معشر العرب ان نهمس الى بعضنا بعضا: هل اصبحنا امة عربية مفترض اننا امة واحدة، نبحث عن فرقتنا لا جمعتنا؟
هل اصبحنا نتفق على خراب دولنا بأيدينا، هل اصحبت قممنا العربية قمما للفرقة، وليس للم الشمل، وهل اصبح الحقد والحسد الدفين مصدر تفريق بيننا، بل هل اصبحنا اعداء لبعضنا بعضا؟
ان الاعتراف الاسرائيلي بوحدة المغرب مع صحرائه، لا شك فيه ضربة معلم للمملكة المغربية الشقيقة، فالذي حدث في الايام السابقة هو درس لنا كأمة عربية، من ان البعيد ربما يجمعنا اكثر من أمتنا التي نشترك معها بوحدة الدين، واللغة، والدم، واللحم.
في هذا الشأن، لنا في الحرب الاهلية في السودان الشقيق، التي تسبب بها جنرالان في الجيش، واحرقت اليابس والاخضر، درس على فشل العرب بالعمل، بالحد الادنى لوقفها، وحقن الدماء، فاذا لم تستطع الدول العربية ايقافها ولم تهتم بها، فهل يعني ذلك ان هذه الدول تستطيع ان تحل المشكلات بين بعضها بعضا، وهل يعول عليها في الاعتراف بالحقوق المغربية المشروعة، التي لا يجادل بها الا كل قصير نظر، ومتآمر على الحقوق العربية؟
لا نقول الا ان يحفظ الله المغرب العزيز، عنوان فخر وعزة، ووحدة اراضيه الصحراوية ومغربيتها.
اللهم احفظ الجميع

محام وكاتب كويتي

[email protected]
آخر الأخبار