الاقتصاد الرقمي ... الواقع والمستقبل

حمد عبدالغفور محمود مدوه

يعد الاقتصاد الرقمي اليوم أحد أهم الموارد الاقتصادية في العالم والتي تساهم في انتاج القيمة المضافة، وقد ساهم بشكل جذري في تغير المفاهيم الاقتصادية العالمية التقليدية حول تعريف الموارد الاقتصادية وكيفية استخدامها في حل التحديات الاقتصادية والاجتماعية وفي تحسين القدرة على تحقيق اهداف التنمية المستدامة التي اقرتها الامم المتحدة المتمثله في : القضاء على الفقر، والتعليم الجيد، والمساواة بين الجنسين، ونمو الاقتصاد، ومدن ومجتمعات محلية مستدامة، وعقد الشراكات لتحقيق الاهداف.
ففي كل عام يضج مبنى الامم المتحدة للتجارة والتنمية "اونكتاد" بعشرات الوفود الرسمية ومصارف التنمية وممثلين عن الشركات الرقمية للمشاركة في هذه الاجتماعات التي تمس الاقتصاد الرقمي، وبسبب فيروس "كورونا" اصبح مبنى "الاونكتاد" فارغا تماما اليوم حتى من موظفيه، الا ان ذلك لم يمنع من عقد الاجتماعات المقرر لها في مايو الفائت بطبعة معدلة وذكية عبر الانترنت حول دور الامن الفضائي الالكتروني، والخصوصية في الفضاء الرقمي ومجال التجارة الالكترونية وغيرها من المواضيع المتعلقة بالاقتصاد الرقمي.
الدول العربية أقرت أهمية تطوير الستراتيجيات الرقمية الوطنية التي تهدف الى الاستفادة من التكنولوجيا الرقمية وتسريع النمو الاقتصادي بالاضافة الى تشجيع قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الشمول الرقمي، تعزيز خدمات الحكومة الالكترونية.
لذلك توصي مراكز الدراسات والبحوث بأن يتم انشاء بنك معرفي للدول العربية من شأنه أن يوفر بنية تحتية لقاعدة معرفية ترتقي بالاكتشافات العلمية، فمن المبادرات العربية نحو امتلاك المعارف حسب الموضوعات: مؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم للمعرفة، مشروع المملكة العربية السعودية " نيوم "، موسوعة سكوبيديا "الامارات، رؤية الكويت الجديدة 2035.
إن تبني التكنولوجيا والاستثمار في الابتكار قد يكون بطيئا في القطاع الحكومي ولكنه يحدث بشكل مطرد كحقيقة عالمية وعلى الرغم من التحديات والعقبات الكثيرة التي تواجهها القطاعات في جميع انحاء الدول انه لا يمكن انكار ان تبني التكنولوجيا اكتسب زخما كبيرا في العالم.

كاتب كويتي