الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة

حمد عبدالغفور مدوه

يقصد بالاقتصاد المعرفي ويطلق عليه في بعض الاحيان "الاقتصاد الجديد، أو "اقتصاد المعلومات"، هو الاقتصاد القائم على المعرفة، مباشرة أو غير مباشر.
في هذا الاقتصاد تعتبر المعرفة المحرك الرئيسي للنمو، وتعتمد اقتصادات المعرفة على تقنية الاتصالات والمعلومات، كما تستخدم الرقمنة لانتاج سلع وخدمات ذات قيمة مضافة.
اتجهت دول منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي إلى دعم دور قطاعات المعرفة بشكل كبير، لاسيما خلال العقد الاخير من القرن الماضي عبر دعم صناعات عالية التقنية، وتطوير مهارات العمالة، لما يرتبط بذلك من مكاسب في الانتاجية.
كما أصبحت المعرفة المحدد الرئيسي لتوازنات القوى في النظام العالمي في الفترة الاخيرة، ما يعني أن القوة والسلطة أصبحتا مرتبطتين بإنتاج المعرفة، لذلك يساعد معهد البنك الدولي للمعرفة الدول التي ترغب في التمكن من اقتصاد المعرفة، واستخدامها لتصبح أكثر تنافسية على مستوى الاقتصاد العالمي من خلال مؤشر مكون من اربع ركائز، وهي المحفزات الاقتصادية، والابداع والابتكار، والتعليم، وتقنية المعلومات والاتصالات.
يختلف الاقتصاد المعرفي عن الاقتصاد التقليدي بأمور عدة مثل: الابتكار والبحث العلمي، والتعليم المستمر، كأساس زيادة الانتاجية والتنافسية، وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هي المحفز الاساسي للنمو، حيث يتجسد الفرق بين اقتصاد المعرفة والاقتصاد التقليدي في النمو، بمشكلة الندرة، ومعيار الكفاءة، والاهمية النسبية للقطاعات الاقتصادية. ومن التجارب الدولية التي تبنت ستراتيجيات تطويرية نحو الاقتصاد المعرفي التجربة السنغافورية، وهي متعلقة بتطويرالجامعات والمؤسات التعليمية التي تعرف بـ"The Global School House".
من هنا تجد مراكز الدراسات والبحوث أن التراكم المعرفي هو المحفز الرئيسي للنمو الاقتصادي، وبالتالي فلابدَّ من الاستثمار في التعليم والتدريب، وتسهيل وجود نسبة ممكنة للتحول الهيكلي للاقتصاد المعرفي على صعيد سياسات الاقتصاد الكلي، وبيئة الأعمال.

كاتب كويتي