في حين يبدو أن صانعي السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي مستعدون -وربما مضطرون- للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها، فإن العديد من نظرائهم في الدول النامية لديهم مجال للمزيد من الخفض، وهو ما يجعلهم أكثر تأثيرًا في النمو العالمي المتباطئ.النمو الاقتصادي العالمي في الوقت الراهن عند أدنى مستوياته في 10 سنوات، لكن السياسة النقدية لبلدان مثل الهند والبرازيل وغيرها ربما تملك كلمة السر لتعزيز النمو بشكل يتجاوز قدرات البنوك المركزية في الأسواق المتقدمة وفقا لـ " ارقام " .يقول مصرف "كومرتس بنك" في مذكرة حديثة: في معظم الحالات، أصبحت الأسواق الناشئة أكثر قدرة على الحد من الانكماش الاقتصادي عبر التيسير النقدي، ومن المرجح أن يؤدي تخفيف السياسات إلى دعم الاقتصادات النامية. وقالت "يو بي إس أسيت مانجمنت" لإدارة الأصول إن الأداء الاقتصادي للولايات المتحدة سيهدأ قليلًا، ومن المحتمل أن يضعف الدولار الأمريكي خلال العام المقبل، في حين ستكون الأسواق الناشئة أوفر حظًا في تحقيق نمو أقوى ، و تعليق "يو بي إس" جاء بعد رفع النظرة المستقبلية للأسواق الناشئة (بما في ذلك الصين ومعظم دول جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية) من قبل مصرف "مورجان ستانلي". وفقًا لمحللي "يو بي إس" فإن الائتمان وخاصة السندات الصينية والآسيوية تعد فرصة للمستثمرين بعيدًا عن ديون الأسواق المتقدمة باهظة الثمن، خاصة في ظل المبالغة في قيمة الدولار (مرجح هبوطه).و قال رئيس ستراتيجية الأصول لدى "يو بي إس أسيت مانجمنت"، "إيفان براون": النمو في الولايات المتحدة سيكون على ما يرام لكنه لن يكون بالقوة التي كان عليها مؤخرًا.
ولم يفصح "براون" عن مدى تعرض الوحدة للأصول الناشئة، لكنه قال: سنزيد مخصصات استثمارنا في أسواق الأسهم الناشئة بضع نقاط مئوية أكثر مقارنة بالولايات المتحدة.ومع وجود إشارات على استقرار النمو، وبالتزامن مع استمرار مفاوضات الولايات المتحدة والصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتهدئة حدة الصراع بينهما، يرى مديرو الصناديق أن هناك أسبابًا منطقية لضخ أموالهم في الأسواق الناشئة.و قال "كونال غوش" مدير المحافظ لدى "إليانز جلوبال إنفيستورز": أي تهدئة للتوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ستشكل دفعة كبيرة لمعنويات الأسواق الناشئة، وبشكل عام فإن 2020 سيكون عامًا جيدًا لهذه الاقتصادات.وعلى الرغم من ارتفاع الأسهم الأميركية بأكثر من 20% هذا العام فإن الدخول إلى الأسواق الناشئة سيكون رهانا أفضل، نظرًا لتضخم التقييمات في السوق الأميركي.ولا تزال الأسواق الناشئة رخيصة وجذابة، وينبغي أن تستفيد من السياسة النقدية المخففة، وتدفقات رأس المال التي تسبب فيها خفض الفيدرالي للفائدة هذا العام. إن أسواق مثل تايلاند وفيتنام تستفيد من تحويل الشركات الأمريكية لسلاسل التوريد بعيدًا عن الصين لتجنب التعريفات الجمركية.