الالتزام الحزبي

طلال السعيد

واضحٌ جداً في هذه الانتخابات الالتزام الحزبي والقبلي والاصطفاف الطائفي، فكلُّ هذه الفئات حرصت على تحضير كوادرها للتصويت في بداية اليوم الانتخابي.
وواضح أيضاً أن الالتزام في مدارس النساء اكثر بكثير منه في مدارس الرجال، حيث نستطيع القول: إن الصوت النسائي هو الذي حسم النتيجة التي بلا شك هي لصالح المنتمين على حساب المستقلين الذين لم يكونوا حريصين على الحضور في بعض المناطق بقدر حرص المنتمين الذين كان تركيزهم على مدارس النساء هذه المرة التي شهدت زحاما شديدا منذ فتح الصناديق الى الاغلاق، مما يؤكد تركيز المنظمين على النساء بشكل واضح عكس المستقلين الذين تركوا القافلة تسير وحدها حتى ان حققوا نتائج مرضية في بعض المناطق، الاّ ان تفوق المنظمين كان واضحا جدا حتى ان عددهم وصل الى 37 منتميا حصل بعضهم على مراكز متقدمة مقابل 13 مستقلا كان نجاح بعضهم على الحافة.
ونستطيع ان نؤكد ان الذين حرصوا على حضور ناخبيهم هم الذين فازوا أو بمعنى آخر ان الحضور الكثيف حسم النتيجة لصالح المنتمين.
الملاحظة الثانية: المال السياسي كان ايضا له دور كبير وفعال في هذه الانتخابات فقد فاز بالعضوية بعض تجار الشنطة الذين تعرف الكويت كلها ان الدينار هو المفتاح الرئيسي لحملاتهم الانتخابية، بينما لم يفز ايضا من عرف عنه شراء الاصوات، وذلك بحسب المنطقة، فهناك اكثر من منطقة صرفت فيها ملايين الدنانير ولم ينجح اصحابها، كذلك هناك مناطق اصيبت بخيبة امل من اداء نواب شباب توسمت فيهم الخير وكان اداؤهم دون المستوى مما أثر تأثيرا مباشرا على نتائج هذه الانتخابات.
الآن اللاعب الرئيسي في هذه المرحلة هي الحكومة اذا احسنت الاختيار، ومارست دورها بشكل صحيح؛ لتصبح محور الارتكاز في العملية السياسية كلها شريطة ان تترك التحالفات غير المجدية، وتفتح خطوطها مع الجميع فالمرحلة تتطلب رجال دولة يعرفون معنى التضامن الوزاري، ويقودون الرأي العام، وليس كما كان الوضع في المرحلة السابقة التيمات يديرها المغردون... زين.