* الكحة مناعة طبيعية لإخراج البلغم والعلاج يختلف من مريض الى آخر* ارتفاع الحرارة وصعوبات التنفس والقشعريرة وألم الصدر أبرز الأعراض* التطعيمات ضد فيروس "كورونا" والأنفلونزا تجعل الإصابة أقل خطورة* 15 في المئة من الوفيات بالالتهاب الرئوي معظمهم أطفال لضعف مناعتهم القاهرة ـ نورة حافظ: رغم أن الالتهاب الرئوي كان مرضا عاديا يتم التعامل معه دون خوف شديد، لكن منذ انتشار فيروس كورونا، أصبحت الإصابة به كابوسا مخيفا وناقوس خطر يصيب الكثيرين بالرعب.حول الالتهاب الرئوي، أسبابه، وأعراضه، وعلاجه، وطرق الوقاية، وعلاقته بـ"كورونا" أكد الدكتور محمد فتحي تهامي، اختصاصي أمراض الصدر والحساسية وحالات الرعاية الحرجة التنفسية في مستشفى الأمراض الصدرية بالعباسية القاهرة في حديث لـ"السياسة" أن كل إصابة بالبرد تعتبر "كورونا" إلى أن يثبت العكس، لافتا إلى أن الالتهاب الرئوي مرض معد ينتشر من خلال استنشاق رزاز سعال أو عطس الشخص المريض وأن المدخنين وذوي المناعة الضعيفة الأكثر عرضة للإصابة، وفيما يلي التفاصيل: بداية، ما أهمية الجهاز التنفسي؟الجهاز التنفسي أحد الأجهزة المهمة في جسم الإنسان، إذ إنه المسؤول عن التنفس وإمداد الجسم بالأوكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون. ما أعراض الالتهاب الرئوي؟ تتلخص في السعال الشديد مصحوبا بالبلغم، ارتفاع درجة الحرارة "الحمى"، صعوبات في التنفس، القشعريرة، ألم بالصدر، الشعور بالإنهاك، قد يصاحبه غثيان وقيء، قد تستمر الأعراض من أسبوعين إلى ثلاثة يلزم خلالها المريض البيت ويحصل على قسط كاف من النوم والأكل الصحي، والإكثار من السوائل، والتوقف عن التدخين إذا كان مدخنا، لايلزم العلاج في المستشفى إلا إذا كانت الأعراض حادة، وكان المريض يعاني من أمراض مزمنة أو مناعية، ولا ينبغى إهماله حتى لاتتدهور حالة المريض وربما تصل إلى الوفاة. ما أسبابه؟الالتهاب الرئوي له أسباب متعددة، فقد تسببه بعض الجراثيم المتواجده في البيئة، ففى الأحوال العادية إذا كانت مناعة الشخص جيدة وفحصنا منطقة اللسان سنجد بكتيريا غير ضارة وظيفتها حماية الجسم من الكائنات الأقوى، لكن عند تردي أو ضعف الجهاز المناعي الذي يعد الجلد أكبر جزء فيه وهو خط الدفاع الأول، تحدث الإصابة بالأمراض.ما التصرف السريع في هذه الحالة؟أي جرثومة تدخل من الأنف، يجب التعامل معها بالمحلول الملحي على الفور الذي قد يطردها ويقطع دورة حياتها، فلا تدخل الرئة، لكن إذا واصلت الجرثومة طريقها إلى الشعب الهوائية والجهاز المناعي لم يتصد لها أصابت الشعب الهوائية بالالتهاب وعلاجه بسيط.هل من أسباب أخرى؟نعم، الميكروب المسبب لمرض الدرن أو السل وهو نوع من أنواع البكتريا ويقترن انتشاره بالبيئات والدول التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة وازدحاما ومستوى معيشيا ووعيا منخفضين، فكلما تدنت مستويات النظافة الشخصية والتعرض للشمس المستمر والاعتماد على الغذاء السليم، زادت الإصابات.هل يعد الالتهاب الرئوي مرضا معديا؟في معظم الأحوال هو مرض معد، بل قد ينتشر من خلال استنشاق رزاز سعال أو عطس الشخص المريض الذي يحمله الهواء إلى الشخص السليم، قبل جائحة كورونا كانت بعض الشعوب تحرص على ارتداء الكمامة حين الإصابة به أو نزلات البرد العادية وهو تصرف صحي أخلاقي. ما الفئات الاكثر عرضة للاصابة؟الأطفال الذين لا ينالون تغذية صحية مناسبة به، أصحاب الأمراض المناعية مثل مرضى الأورام الذين يداومون على تناول الدواء المثبط للمناعة، ومن يعانون من انخفاض عدد كرات الدم البيضاء، ومن يتلقي علاجا كيمائيا.كيف تصيب الجرثومة الجسم؟هي من فصيلة الجراثيم الانتهازية، تنتهز الفرصة وتنشط في الجسم، تختلف مستويات الضرر بناء على مناعة الإنسان، وتقوم منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الحكومات المحلية التي ينتشر بها الدرن بالتوعية وتوفير العلاج والأمصال، وتوفر الزيارات المنزلية للمتخصصين لاستئصال المرض، وينبغي بعد التطعيم ضد الدرن الحصول على جرعات تنشيطية كل عشر سنوات.
ما خطورة الجرثومة؟إذا دخلت الجرثومة الرئة واستمر الإهمال يستمر الالتهاب ليصل إلى الدم فيحدث صدمة انتانية، فبدلا من وجود الميكروبات في الرئة فقط تنتشر في الدم عموما مسببة مزيدا من المشكلات الصحية، مثل، انخفاض ضغط الدم وإضعاف وظائف الأعضاء، مما يصعب من السيطرة عليه حتى لو عولج المريض ووضع في العناية المركزة، إذ إن الوقت المثالى للتدخل أهدر وقد تحدث الوفاة.هل ترفع التطعيمات من مناعة الجسم؟التطعيمات الإجبارية التي تضعها وزارات الصحة أو غير الإجبارية، مهمة جدا، كذلك علينا جميعا أن نتطعم ضد فيروس كورونا وضد الأنفلونزا الموسمية، بالتأكيد هو لا يمنع الإصابة بالكلية بتلك الأمراض، لكن على الأقل تجعل الإصابة بها -إن حدثت- أقل خطورة وتقلل من نسب الوفاة، كما يجب أن نهتم كثيرا بتطعيم الأطفال بالتطعيمات الإضافية مثل، مصل المكورات الرئوية، لأنه مهم لحماية الأطفال من الالتهاب الرئوى الذي يصيبهم خاصة بسبب بعض البكتيريا المتكورة.هل تتكرر الإصابة به؟الإصابة به مرة لا تعني المناعة منه فحيث ما توافرت أسبابه وتراجعت الوقاية يمكن الإصابة به مرة بعد مرة وتتوقف المضاعفات على تفاوت قدرة الجهاز المناعي على التصدي له وهي تختلف من شخص لآخر ومن بيئة لأخرى لأن هناك بيئات داعمة له لعدم توفر الشروط الصحية بها. لماذا يصاب الاطفال بنسب كبيرة؟وفقا لمنظمة الصحة العالمية 15في المئة من الوفيات عند الأطفال سببها الالتهاب الرئوي، اذ أودى بحياة 920136 طفلا عام 2015، لأنه مرض يهاجم أصحاب المناعة الضعيفة، بطبيعة الحال فالأطفال مناعتهم لم تكتمل بعد، كما أن الطفل قد يعجز عن الكحة وإخراج البلغم مثل البالغ، تعد الكحة علامة جيدة على تصدي الجهاز المناعي للمرض، يزيد الأمر سوءا إذا كانت بيئة وحالة الطفل الصحية رديئة مما يؤخر الشفاء أو يسبب الوفاة، لذا تنصح الأسر بعزل الأطفال في المنزل إذا ظهرت عليهم الأعراض لتجنب تطور مرض البرد العادي إلى التهاب رئوى. لماذا يسبب المرض الوفاة أحيانا؟إحصاءات الوفاة بسبب مرض الالتهاب الرئوي في العالم كبيرة، لكن هذا لا يعنى أنها موزعة بنسب متساوية على جميع القارات والبلدان، فالظروف المعيشية هي السبب الرئيسي في ارتفاعها أو انخفاضها، فكلما ارتفعت مستويات المعيشة والوعي سادت ثقافة الحياة الصحية عموما والأكل الصحي خصوصا والرعاية الصحية الى تكفلها الحكومات، والعكس صحيح، فالأمر كله متعلق بالمناعة - الجيش المسؤول عن حماية الإنسان - لذا يفتك المرض بالمجتمعات الفقيرة التي يتفشى فيها الجهل ويترك ليصل إلى أعلى خطورته.كيف نفرق بين التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي؟ لابد من إجراء الأشعة العادية أو المقطعية على الرئة، فإذا ظهر جزء معتم عليها فهذا التهاب رئوي، ما يعني ان الجرثومة المسببه له واصلت طريقها إلى الرئة وهزمت الجهاز المناعي، ولو مبدئيا، وحري بنا أن نفرق بين أنواع الجراثيم المسببة للالتهاب الرئوي لنعرف مدى خطورة كل منها.ما علاقة كورونا بالالتهاب الرئوي؟ الفيروسات من الأسباب الأخرى للالتهاب الرئوي وتنشط في شهور الشتاء نوفمبر، ديسمبر، ويناير، وهي أشد شراسة من كل مسببات الالتهاب الرئوي الأخرى، منها البكتريا إذ تتكاثر سريعا مسببة تدهورا سريعا، من هذه الفيروسات فيروس الكورونا، وهى جرثومة شأنها شأن كل الجراثيم ما أن تدخل من الأنف فتسبب إلتهابا في الحلق، وفقدان حاسة الشم والتذوق، وارتفاع في درجة الحرارة، في هذه المرحلة يستطيع الجسم التغلب عليها باتباع العلاج المناسب أو يستكمل الفيروس رحلته وينزل إلى الرئة فيحدث الالتهاب الرئوي بسبب فيروس كورونا.كيف نفرق بين أعراض الالتهاب الرئوي وأعراض كورونا؟نعيش حاليا في ظل وباء عالمي، أي أعراض برد ينبغي التعامل معها على أنها "كورونا" إلى أن يثبت العكس، فإذا كانت كحة بسيطة، ألم في الحلق، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، قد يكون أيضا إسهال، أوفقدان حاسة الشم، فلابد من استشارة الطبيب وأخذ البروتوكول المناسب، وعلى المريض أن يعزل نفسه لمدة عشرة أيام كأنه مريض كورونا، لان الفيروس في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي وغالبا ما يحدث تحسن ويزول الخطر، بينما يعد الالتهاب الرئوى مرض غير مزمن فان "كورونا" قد يصيب الرئة ببعض التليُفات، وتختلف درجات الخطورة وفقا لحالة المريض الصحية فعوامل تقدم العمر والأمراض المناعية والمزمنة والحياة الغير صحية تؤثر بشدة.هل المسحات توضح ذلك؟المسحة دقتها من 60 إلى 62 في المئة مما يعني أن نأخذ بالأحوط، فلنفرض أن الأعراض كانت أشد، لذلك يجب ان نركز على العرض التنفسي، أي النهجان والكحة الشديدتين، فعلى الشخص أن يستشير الطبيب المتخصص فورا، لوجود شك أن فيروس كورونا سبب التهابا رئويا، أي دخل الجزء السفلى من الجهاز التنفسى، وهنا تكمن الخطورة، فكورونا في البداية تستجيب أسرع، أما إذا أهملنا العلاج فستكون لها مضاعفات متعددة مثل، انخفاض الأوكسجين في الدم، مما يستدعى دخول الرعاية المركزة. ما نصائحك للوقاية من المرض؟لابد من توافر الشروط الصحية في السكن والعمل من حيث النظافة، والتهوية الجيدة، ودخول الشمس، ومن المفيد فتح النوافذ وعدم الاعتماد الكلي في الصيف على المراوح وأجهزة التكييف، لتجديد الهواء حتى ولو بعض الوقت، الاهتمام بالغذاء الصحى المتوازن، البعد عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية فهي تقلل المناعة وخاصة للأطفال، والامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام.

محمد فتحي التهامي

الالتهاب الرئوي