الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس يحكمها هندي!

علي أحمد البغلي

طرنا من الفرح والإعجاب بالعقلية البريطانية أخيرا عندما تم انتخاب ريشي سوناك رئيسا لحزب المحافظين، ومن ثم تكليفه رئاسة الوزارة البريطانية العتيدة، ومن أزاح سوناك هو مقعد رئاسة الحزب والوزراء سيدة انكليزية شقراء شابه!وما حصل هو دليل تحضر هذه الشعوب والدول التي استعمرت، وبحق نصف العالم بقواها العسكرية والخلقية.
ونحن في الكويت من أغنى دول العالم، لكننا لا نزال في الصفوف الاخيرة في مراكز النزاهة والتعليم والبناء والصحة، وغيرها.
أتذكر بأسى عندما اقترح أحد "طالبانيي" الكويت من ذوي اللحى الطويلة والدشاديش القصيرة قانون عدم تجنيس غير المسلم، وأطاعه في ذلك شحاذو الاصوات، وإحدى الحكومات الكويتية المرتجفة من هؤلاء الاصوليين المتطرفين، من "سلف" و"إخوان"، رغم أن لدينا في الكويت، ومن مؤسسي هذا البلد وممن تنطبق عليهم المادة الاولى من قانون الجنسية (أي من كان يقطن في الكويت منذ عام 1920) اخوان وجيران أعزاء ينتمون للديانة المسيحية، وهي– أي هذه الديانة الموقرة– ينتمي اليها نحو نصف سكان الكرة الأرضية! وقد كتبت مقالة أشيد فيها بشخصية بنت لنا أكبر صرح مالي في الكويت (بنك الكويت الوطني) وهو الأخ العزيز ابراهيم دبدوب المسيحي الديانة، الذي طفش من أرض "طالبان" الخليج (الكويت) حيث يقطن حاليا في قطر والإمارات، يستفيدون من خبرته وعلمه الواسع المصرفي، الذي شغلناه الان بالتعيينات "البراشوتية" وأولاد الدماء الزرقاء كواجهات لمؤسساتنا المصرفية التي يديرها أجانب من فئة "من هب ودب"!
* * *
نرجع الى سوناك المولود عام 1980 في ساوثهامبتون جنوبي انكلترا، لأبوين مهاجرين من الهند، حيث نشأ في عائلة من الطبقة الوسطى، وكان والده طبيبا للأسرة، ووالدته صيدلانية، ورث منهما روح العمل الجاد.
ويعترف سوناك بتواضع نشأته بالقول: "نشأت وأنا أعمل في المتجر، وأقوم بتوصيل الأدوية، كما كنت أعمل نادلا في مطعم هندي"، حيث يفخر بإرساله بواسطة والديه الى أفخم وأغلى المدارس الداخلية، حيث اختلط بنخبة أولاد المجتمع الانكليزي، ثم التحق بجامعة "أكسفورد" العريقة، وهي من أكبر جامعات العالم، ليحصل على الدراسة في الفلسفة والسياسة والاقتصاد، ثم حصل على ماجستير ادارة من جامعة "ستانفورد" في الولايات المتحدة، واقترن بزوجته الثرية بالمليارات لينافس الملك تشارلز الثالث بضعف ثروته، لذلك سعد هو بمنصبه الرفيع بانكلترا، وسعدت انكلترا بوجوده فيها، لخبرته بالشؤون المالية، وليحمد البريطانيون ربهم أنه لا يوجد أمثال لسياسينا "الطالبنيين" بينهم... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
* * *
هامش:
سبب عدم تقدم بريطانيا وتخلف البلدان أمثالنا: الملك مسيحي، رئيس الوزراء هندوسي، وزير الداخلية يهودي، عمدة لندن مسلم.

وزير، نائب سابق