الدولية
الانتخابات الإيرانية تفرز برلماناً متشدداً وتهديدات بمحاكمة روحاني
الأحد 23 فبراير 2020
5
السياسة
سيطرة وجوه نظام نجاد المتشدد و11 ضابطاً من "الحرس الثوري" وسط هزيمة ساحقة للإصلاحيينطهران، عواصم - وكالات: غيّرت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) المشهد بشكل غير مسبوق، حيث أظهرت هيمنة الأصوليين المتشددين على أغلبية المقاعد.وأعلن وزير الداخلية الإيراني رحمان فضلي، أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلغت 42.57 في المئة، موضحا أن نسبة مشاركة النساء بلغت 48 في المئة ونسبة مشاركة الرجال 52 في المئة. وقال إن 24 مليونا و512 ألفا و404 أشخاص شاركوا في الانتخابات التشريعية في جميع أرجاء البلاد، مضيفا أن نحو 25 ألف مفتش راقبوا مراكز الاقتراع في أرجاء البلاد كافة.في المقابل، رجح نشطاء ومراقبون أن تكون النسبة أقل من ذلك بكثير، في ظل المقاطعة الكبيرة للناخبين خاصة في العاصمة طهران، ومع هذا، تعتبر هذه أقل نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات الإيرانية.كما أن شخصيات إصلاحية مثل نائب وزير الداخلية السابق مصطفى تاج زادة، قال في تغريدة إن 80 في المئة من سكان طهران، و60 في المئة من سكان إيران لم يشاركوا في الانتخابات.وأكد أستاذ العلوم السياسية صادق زيبا كلام، وهو من الشخصيات الداعمة للرئيس حسن روحاني، أن 70 في المئة من السكان وفي المدن الكبرى 80 في المئة لم يشاركوا.بينما يقول المقاطعون وأحزاب المعارضة إن نتائج الانتخابات معروفة مسبقا، نظرا لعملية "هندسة" الانتخابات من قبل مجلس صيانة الدستور، ورفض معظم ترشيحات الإصلاحيين والمستقلين.وكانت لجنة الانتخابات أعلنت إجراء جولة ثانية في الانتخابات بعدد من الدوائر، على أن تقام في 17 أبريل المقبل، وكما كان متوقعا، فازت في العاصمة طهران قائمة الأصوليين المتشددين، وأظهرت النتائج المبكرة انتصارًا ساحقًا للأصوليين، وعلى رأسهم وزير الثقافة السابق المتشدد مصطفى ميرسليم، وعمدة طهران السابق والقيادي بالحرس الثوري والذي يدفع المتشددون باتجاه تعيينه رئيسا للبرلمان القادم محمد باقر قاليباف، وآخرون مثل زعيم جبهة اليقظة (بيداري) مرتضى آقا- طهراني.كما فاز نحو 15 وزيراً سابقاً من الوزراء وحكام المقاطعات المقربين من المحافظين السابقين محمود أحمدي نجاد، بينهم حبيب الله دهمرده وإبراهيم عزيزي وعبد الرضا مصري وحميد رضا حاجي بابائي وعلي نكزاد.وفاز نحو 11 ضابطا من "الحرس الثوري" في مختلف المحافظات، ضمن قوائم التيار الأصولي. وفاز الباحث في مجال السرطان سيد محسن دهنوي، الذي رحلته السلطات الأميركية في يوليو 2017 لصلته بالحرس الثوري، في قائمة المتشددين، محتلا المرتبة الخامسة في قائمة "ائتلاف قوى الثورة" التي تصدرها محمد باقر قاليباف. ووفقا للنتائج الأولية، فقد فاز الاصلاحيون بنحو خمسة في المئة من المقاعد في البلدات الصغيرة، بينما حاز المستقلون وأغلبهم من الشخصيات المحافظة والأقليات الدينية على نسبة 18 في المئة من الأصوات. وبعد أسابيع قليلة من ولاية البرلمان الجديد في الصيف المقبل، سيميل معظم المستقلين بأي حال من الأحوال إلى إحدى الفصائل المحافظة كما كان الحال من قبل.ومن الواضح أن الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو المعسكر الإصلاحي، على الرغم من أن أعضاءه أعلنوا أنهم قد لا يشاركون في الانتخابات احتجاجًا على رفض أهلية مرشحيهم البارزين على نطاق واسع.وبالاضافة إلى ذلك، خيّب الأداء الضعيف للرئيس حسن روحاني وفشله في تنفيذ وعوده بالإصلاح، آمال الإصلاحيين بالمستقبل. وسيكون البرلمان المتشدد بطبيعة الحال في مواجهة روحاني، حيث وعد بعض النواب الجدد خلال حملتهم بمحاكمته بسبب الإخفاق في الاتفاق النووي وتدهور الأوضاع الاقتصادية.ومع ذلك، من غير المرجح أن يسمح المرشد علي خامنئي بمقاضاة روحاني أو الإطاحة به، لكن البرلمان سيكون له مطلق الحرية في ممارسة الضغط عليه واستخدامه كبش فداء لكل المشاكل والأخطاء.وبالمحصلة النهائية، يعتبر المراقبون أن النظام برمته الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، من خلال تدني نسبة المشاركة والمقاطعة الواسعة وفقدان البلاد أجواء المنافسة ولعبة تبادل الأدوار بين الإصلاحيين والمتشددين، التي لعب بها النظام كورقة رابحة وخادعة خلال مفاوضاته مع المجتمع الدولي، سواء حول البرنامج النووي وسائر الملفات المثيرة للجدل.وحاول قادة النظام وعلى رأسهم خامنئي، إلقاء اللوم حول انخفاض مستوى المشاركة إلى "دعاية وسائل الإعلام المعادية" أو "انتشار فيروس كورونا"، متجاهلين احتقان الشارع عقب القمع الدموي لاحتجاجات نوفمبر الماضي، ثم إسقاط الطائرة الأوكرانية في يناير الماضي.حيث اتّهم المرشد علي خامنئي الإعلام الأجنبي، بأنه مارس "ضخا إعلاميا" لإحباط الإيرانيين وثنيهم عن المشاركة، قائلا إن "الوسائل الإعلامية الأجنبية لم تتوانَ خلال اليومين الأخيرين عن استغلال أدنى فرصة، وتحجّجوا بمرض وفيروس من أجل ثني الناس عن المشاركة". ووجه خامنئي على "تويتر" الشكر للشعب الإيراني، واصفا المشاركة في الانتخابات بالواسعة رغم الضخ الإعلامي "الخبيث".من جانبه، شبه الرئيس حسن روحاني العقوبات الأميركية على بلاده، بفيروس كورونا الجديد، مؤكدا أن مخاوفها أكبر من حقيقتها، معتبرا خلال استقباله وزير خارجية النمسا ألكساندر شالنبيرغ، أن "السبب الرئيسي لمشكلات المنطقة هو التدخل الأميركي الخاطئ وغير القانوني".من ناحية أخرى، أعلنت السلطات الايرانية أن زلزالا بقوة 7ر5 درجة على مقياس ريختر، ضرب ضواحي مدينة قطور بمحافظة أذربيجان شمال غرب، المحاذية للحدود التركية.وشعر أهالي مدينتي أرومية وتبريز بقوة الزلزال رغم بعدهما نحو 150 كيلومترا عن مركز وقوع الزلزال.