الثلاثاء 24 سبتمبر 2024
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء   /   الأخيرة

الانتخابات وتصفية الحسابات

Time
الثلاثاء 16 مايو 2023
View
11
السياسة
حمد سالم المري

لنا عشرات السنين ونحن ندور في حلقة مفرغة، حتى تدهورت حال البلد، فتمكن الفساد من مفاصلها، وفقدنا الأمل في الإصلاح، لأننا نشاهد تكرار السياسة نفسها التي كانت تمارس في السنوات الماضية.
يحل مجلس، وتجرى انتخابات، ويبطل مجلس، وتجرى انتخابات اخرى، وهكذا نسير في دوامة سببت لنا الدوران والشعور بالغثيان، فقل تركيزنا، أصبحنا لا نستطيع السير في طريق مستقيم.
وزاد هذا الشعور بسبب ما نسمعه ونشاهده من تصاريح إعلامية للمرشحين، وكمية الهمز واللمز، والسب والقذف التي يتفوهون بها أمام ميكروفونات وسائل الإعلام تجاه خصومهم.
من المفترض أن أي انتخابات تنافس فيها مرشحون يحملون برامج انتخابية تتعلق بإصلاح الأمور التي ترتبط بحياة الشعب، ومصلحة البلاد العليا، مثل إصلاح التعليم، والصحة، وتطوير البنية التحتية، والارتقاء بمكانة الدولة خارجيا، وتحقيق مصالحها القومية، ومحاسبة المقصرين، والنهوض بها على كل الأصعدة.
لكن الانتخابات عندنا يتنافس فيها المرشحون على مهاجمة بعضهم بعضا، والتفنن في اطلاق عبارات القذف والسب، والتشكيك في ذمم الاخرين، ووعيدهم بالويل والثبور في حال فوزهم، لأن الفوز في عضوية المجلس عندهم أصبح غاية في حد ذاته وليس وسيلة.
وإن كان الفوز بعضوية المجلس يقولون بأنه وسيلة، فإنها تعتبر بالنسبة لهم وسيلة تدمير الخصوم وحرقهم سياسيا، وليس وسيلة لتطوير البلد والنهوض به، وانتشاله من مستنقع الفساد الإداري الذي يعاني منه.
هذه الانتخابات كشفت للعامة أن هناك متنفذين يستخدمون المجلس لتصفية حساباتهم، وأن غالبية المرشحين هم مجرد دمى تحرك من وراء الستار، مقابل انتفاعهم بالمزايا المالية، فكم من مرشح فاز بعضوية المجلس، ثم أصبح "يلعب بالفلوس لعب"، وصاحب ملايين، ولم نشاهد منه أي عمل فيه مصلحة وتطوير ونهوض بالبلد؟
وكم مرشح فاز بعضوية المجلس، فأصبح مندوب معاملات لأبناء قبيلته، أو طائفته، ثم أصبح من أغنيائها؟
وكم مرشح فاز بالعضوية، فأصبح صوتا للحزب الذي يتبعه، وعمل على تحقيق أهداف حزبه، وما يمليه عليه مجلس الحزب في الخارج، حتى ولو كان ضد مصلحة البلد والشعب؟
لا تتفاءلوا بالمجلس المقبل لأنه سيكون نسخة من المجالس السابقة، بل سيزيد التوتر والصراع السياسي بين المتنفذين، وسيكون المجلس كالعادة أداة لصراعهم، فمن يشاهد ويسمع خطابات المرشحين يتأكد من صحة هذه الرؤية، فالمكتوب يقرأ بين من عنوانه.

al_sahafi1@
آخر الأخبار