الأخيرة
الباب والجواب
الثلاثاء 05 فبراير 2019
5
السياسة
طلال السعيدفي الأمثال يقال: من قرع الباب سمع الجواب. ومجاميع النواب التي قابلت الامير المفدى، حفظه الله ورعاه، على دفعتين في مطار الكويت الدولي،وبحضور رئيس المجلس، سمعت من الإجابات ما يضع النقط فوق الحروف، فقد تناقل الناس وقائع الاجتماع وما دار به في حينه. وعلينا ان نتصور ان هناك مجموعة جاءت لتطلب العفو لمجموعة من المحكومين الذين هم بالاساس لم يطلبوا العفو، فكيف يتم ذلك اذا كان المطلوب نفسه لم يسلم نفسه لتنفيذ الحكم، ولم يعتذر علنا ولم يطلب العفو، فكيف يلتمس له الآخرون العفو؟ لكنه الغرور الذي جعل بعضهم يتصور انه بلغ من القوة الحد الذي يجعله يتفاوض على طلب العفو وإعادة الجناسي المسحوبة. مقابل ان يتعهد بمهادنة الحكومة وعدم استجواب الوزراء، او رئيسهم، او طرح الثقة فيهم، او رفع عدم التعاون مع رئيس الوزراء،وشرطه كما أسلفنا اعادة الجناسي وصدور عفو عن مجموعة تركيا من دون ان يطلبوا هم العفو او يسلموا أنفسهم لتنفيذ الحكم،وهذا الشرط بحد ذاته من الصعب الاستجابة له،ففي الاستجابة له اذلال للدولة كلها، فهل يتصور مثل هذا العضو، أو ذاك انه يستطيع فرض شروطه على الدولة كلها؟ وأي قوة سياسية يتمتع بها العضو نفسه،اوماهو ثقله السياسي الذي يؤهله لفرض شروطه؟ والجميع يعلم ان المجلس كله،وليس هذا العضو فقط، في أسوأ حالاته، وانه على كف عفريت،وان اغلب الاعضاء حتى الان وضعهم صعب جدا في مناطقهم،وسوف يكون صعبا جدا عليهم الرجوع لمقاعدهم، فكيف يستطيع ان يفاوض من كان بهذا الضعف ومركزه السياسي لا يسمح له بالتفاوض مع وزير واحد وليس الحكومة كلها؟ سئم الشعب الكويتي تكرار المشهد نفسه: يقف العضو امام المايكروفون ويصرح بما لم يحدث، ويتحدث عن أمور لم تحصل،ويضع نفسه في مكان البطل المنقذ، ويصدقه الناس،خصوصا ان هناك صمتا حكوميا غير مبرر الى ان وصلت بهم الحال الى قرع الباب الكبير فسمعوا الجواب الذي أعادهم الى رشدهم... زين.