الدولية
البابا قلق على لبنان... والراعي لعون: كيف تترك الحكومة عاجزة؟
السبت 25 ديسمبر 2021
5
السياسة
بيروت ـ"السياسة":في رسالة الميلاد، التي وجهها أمس، أكد بابا الفاتيكان فرانسيس الأول، أن "لبنان يعيش أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة لم يعرفها في تاريخه، وظروفه مقلقة للغاية". ودعا "لنفتح أنفسنا للحوار باتجاه المصالحة والقوة". ووسط شلل حكومي ينذر بتعطيل جلسات مجلس الوزراء إلى آخر العهد، في ظل احتدام الخلافات على مختلف الجبهات الرئاسية، وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات، ترأس البطريرك بشارة الراعي، أمس، قداس عيد الميلاد في بكركي بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون.وقال الراعي في عظته:" يذهب فكرنا اليوم الى أعزائنا أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذين يجرحون بسبب عرقلة مسار القضاء والخوف على مسار التحقيق، واللبنانيون يعانون الفقر والجوع والحرمان من أبسط مسائل الحياة ونطالب المسؤولين في الدولة بالكفّ عن جريمة تعذيبهم وقهرهم فيما العمل السياسي يهدف الى تأمين الخير العام". وأضاف، "امتهنوا قهر الشعب ولفه بثوب الحزن والوجع بدل فرحة العيد ولسنا ندري أهدافهم، فنأمل يا فخامة الرئيس أن تتمكنوا مع ذوي الإرادات الطيبة والمخلصين للبنان من ايجاد السبل لتحرير الدولة من مرتهنيها والشعب من ظالميه، كما نهيب بالحكومة ألا تخضع للاستبداد السياسي على حساب المشيئة الدستورية فمن واجبها استئناف جلسات مجلسها كي لا يتحول الأمر سابقة وعرفاً ويقيّد عمل الحكومات ورهن مسيرة مجلس الوزراء بموقف فئوي يشكّل خرقاً للدستور ونقضاً لاتفاق الطائف وتشويهاً للميثاق الوطني ولمفهوم التوافق". وتوجه الراعي إلى عون، قائلاً:" لا بد من إنقاذ لبنان بمبادرات جديدة من بينها اعتماد مشروع حياد لبنان لذلك نساندكم كي يستعيد لبنان توازنه وموقعه في العالم العربي وبين الأمم وكي ترفعوا غطاء الشرعية عن كل من يسيء إلى وحدة الدولة والشراكة الوطنية، كما نؤيد التزامكم بإجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري وهذه الانتخابات هي ضمان لحصول الانتخابات الرئاسية في موعدها وهي أيضاً فرصة للتغيير عبر النظام".وكان البطريرك الراعي، استقبل في بكركي، رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي قدم له التهاني بعيد الميلاد، قائلاً: "يبقى الأمل أكبر من اليأس".ونشرت قناة "إم تي في" أن البطريرك الرّاعي وجّه لومًا إلى رئيس الجمهورية خلال الخلوة بينهما قائلًا: "لم نصدّق أنّ الحكومة تألّفت، فكيف نتركها اليوم عاجزة عن الاجتماع؟".في المقابل، أوحى الرئيس عون للرّاعي، أنّ هناك ما هو أكبر من قرارات الدّولة يقيّد مسار الأمور.وكشفت مصادر موثقة لـ"السياسة"، عن أن "هناك خشية لدى فريق العهد والتيار الوطني الحر، من أن يرتفع منسوب التأزم السياسي في البلد في المرحلة المقبلة، ما يعيق جدياً أي إمكانية لعقد جلسة للحكومة، بعدما ظهر بوضوح أن الثنائي الشيعي لن يسهل اجتماع الحكومة، قبل إزاحة المحقق العدلي طارق البيطار من منصبه". وفيما تتجه الانظار الى ما سيقول رئيس الجمهورية، فإنه واستناداً إلى ما رشح من معلومات عن خلوة الراعي - عون، فإن "سيد القصر يبدو قرر ملاقاة هجوم تياره السياسي على الثنائي الشيعي، بتصعيد النبرة تدريجيا على حزب الله.وفي عظة الميلاد، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثودكس المطران الياس عودة: "بلدنا عالق بين مجلس وزراء معلّق الأعمال وتحقيق يحاول النافذون تعطيله للحيلولة دون كشف الحقيقة التي يطالب بها ذوي ضحايا تفجير المرفأ وهذا حقّ لهم وواجب على الدولة".سياسيا، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه وزير الدفاع الإيطالي: "أننا عازمون على تذليل كل العقبات لإعادة جمع الشمل الحكومي واستكمال الخطوات التي بدأنا القيام بها لوضع لبنان على سكة التعافي والإنقاذ".وفي المواقف، اعتبر رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميّل أن، "البلد رهينة بيد إيران وحزب الله وعلى الأمم المتحدة التدخل". وقال، "هناك خاطف اسمه حزب الله يأخذ أوامره وباعترافه من إيران".