الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
14°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

البابا لمسيحيي المغرب: إدخال الآخرين في المسيحية ليس مهمتكم

Time
الأحد 31 مارس 2019
السياسة
الرباط - وكالات: أكد البابا فرنسيس للطائفة الكاثوليكية الصغيرة في المغرب أمس، أن دور أفرادها في تلك الدولة ليس السعي لإدخال جيرانهم في المسيحية، بل في التعايش بأخوة مع الأديان الأخرى.
وقال البابا في لقاء مع قيادات الطائفة الكاثوليكية في كاتدرائية الرباط، إن "المسيحيين أقلية صغيرة في هذا البلد، وفي رأيي أن تلك ليست مشكلة رغم أنني أدرك أن الأمر قد يكون صعباً على بعضكم في بعض الأوقات".
وقوبل البابا بالتصفيق عندما قال إن "الكنيسة تنمو لا بالتبشير بل بالاستمالة".
وأضاف "وهذا يا أصدقائي الأعزاء معناه أن مهمتنا كأفراد معمدين وقساوسة ورجال ونساء نذروا أنفسهم لا تتحدد في الواقع بعدد أو حجم المساحات التي نشغلها بل بقدرتنا على تحقيق التغيير وايقاظ الدهشة والرحمة".
وأوضح أن "المشكلة ليست عندما نكون قلة عددية بل عندما نكون تافهين"، مضييفاً إن الكاثوليك مطالبون بأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من الحوار بين الأديان في عالم تمزقه سياسات التطرف والانقسام".
وفي وقت لاحق، زار البابا مركزاً لرعاية الأطفال في بلدة تمارة المغربية، تديره مجموعة من الراهبات الإسبانيات، بهدف مساعدة الاطفال على التعلم وتحضيرهم لدخول المدارس.
والتقى البابا ليل أمس، مع ممثلين عن طوائف مسيحية أخرى في كاتدرائية القديس بطرس في الرباط، حيث ألقى كلمة وأقام قداساً.
وكان البابا التقى ليل أول من أمس، بالرباط، مهاجرين نظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء بمقر الجمعية الخيرية "كاريتاس".
وركز في كلمة ألقاها هناك على أهمية توفير الضيافة والحماية والتعزيز والإدماج لفائدة المهاجرين، لتمكين كل من يرغب في تقديم المساعدة، من جعل هذا الالتزام ملموساً وحقيقياً، معتبراً أن تقدم المجتمعات لا يمكن أن يقاس فقط من خلال التطور التكنولوجي أو الاقتصادي، بل يتوقف على القدرة على التأثر والتعاطف. وأكد أنه لا يمكن التفكير في ستراتيجيات واسعة النطاق، قادرة على منح الكرامة بمجرد الاقتصار على أعمال رعاية اجتماعية تجاه المهاجر، مشدداً على ضرورة انخراط المهاجرين في هذا الإطار.
وأضاف "هنا، نجد مسيرة نقوم بها معاً، كرفاق سفر حقيقيين، سفر يلزم الجميع، مهاجرين ومحليين، في بناء مدن مضيافة، تعددية ومتنبهة لعمليات تجمع الثقافات، مدن قادرة على تقييم غنى الاختلافات في اللقاء مع الآخر"، مسجلاً أن الكثير من المهاجرين يمكن أن يشهدوا بمدى أهمية الالتزام في هذا الإطار.
وأكد خلال اللقاء، الذي تخللته لوحة فولكلورية قدمها أطفال مهاجرون يستفيدون من خدمات جمعية "كاريتاس" بالمغرب، أن توسيع قنوات الهجرة النظامية يعد أحد الأهداف الرئيسية للميثاق العالمي للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي تم اعتماده في ديسمبر العام 2018، خلال المؤتمر الأممي الحكومي الدولي الذي احتضنته مراكش، معتبراً أن هذا الميثاق يشكل خطوة مهمة بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يواجه، وللمرة الأولى، المسألة على المستوى متعدد الأطراف.
من جهته، استحضر رئيس أساقفة طنجة المونسينيور سانتياغو أغريلو مارتينيز الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الذين قدمهم كـ"رجال ونساء وأطفال من جنوب الصحراء، ومغاربيين، بلا موارد، وبلا فرص، تعودوا على تجرع المعاناة".
وقال إن "المهاجر الفقير لا يطلب حقوقاً، بل هي حقوقه، لا يطلب العدالة، لأنها واجبة له"، مضيفاً إن "هذا المهاجر، في عوزه، كما لو أنه يطلب فقط السماح له بالعيش، كما لو أنه يقول لنا فقط إنه هنا، وإنه يتطلع ليكون قربنا، ولدفئ نظرتنا".
وفي شهادة قدمها أبينا بانيومو جاكسون، وهو مهاجر ينحدر من قرية صغيرة بالكامرون، حكى كيف حل بطريقة سرية بالمغرب بعد أن غادر بلاده العام 2013، يائساً من ظروف عيش عائلته، من أجل وضع أفضل في أوروبا.
وقال المهاجر، الذي حصل العام 2016، على بطاقة إقامة خلال حملة التسوية التي أطلقها الملك محمد السادس، إن المغرب منحه قيمة إنسان حر، داعياً الى التمسك بالأمل والإيمان لأنه ليس هناك بلد أحلام بل طرق مختلفة.
آخر الأخبار