الخميس 22 مايو 2025
42°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
كل الآراء

البافلوفية السياسية وتدمير الديمقراطية

Time
الخميس 23 مارس 2023
View
5
السياسة
د. حمود الحطاب

اذا اردت ان تدمر الديمقراطية فعليك بتطبيقات نظرية سكنر وبافلوف، واذا اردت ان تحطم معنويات شعب أحبك وأخلص لك كما هي كلمات الاغنية الوطنية، ولست قادرا حاليا على تذكر من غنتها في ستينات القرن الماضي، أحبك شعب وأخلص لك وفي قلبه الحر قد أنزلك؛ واعطاك بيعته عن رضا، فمن اراد أن يحطم هذا الشعب المخلص فعلية بتطبيقات الاقتران الاشتراطي لنظرية سكنر وبافلوف وأيضا؛ وأيضا واذا اردت أن تعزز الديكتاتورية والفردية والتسلطية، اقصد ان تجعل الشعب تساق بالعصا، فعليك بتطبيق نظرية الاقتران الاشتراطي التي قال بها سكنر وتبعه بها بافلوف، رغم فارق السن بين سكنر الشاب وبافلوف العجوز نسبيا، فما نظرية سكنر الاميركي التي أجرى عليها بافلوف الروسي تجربته المشهورة التي تدرس في الجامعات، وبخاصة كليات علم النفس؟
وقد قمت بتدريسها لطلابي في الجامعة يوما؛ ووالله إن الموضوع يا ناس لطويل جدا، وتفصيلي علميا، ومن الصعب كتابته مقاليا، فلكل لون من العلمية والمقالة صفة وطبيعة؛ وإنها لعمر الله للعبقرية ان يلم كاتب بالحديث عن سكنر وبافلوف، وتطبيقات نظرية بافلوف مع ضرب الامثلة على الحالات التي ذكرتها؛ وهي مني محاولة أن تكون دقيقة، وسأحاولها، وكأنني اقود دراجة هوائية فوق حبل(حاء وباء ولام) وتحتي هوة عميقة؛ رب يستر. إن نظرية سكنر للاشتراط الإجرائي لا تربط كل السلوكيات الإنسانية بالعموم بمثير معين كمسبب لها، فالسلوك الإنساني في غاية التعقيد، وهناك فرق بين الاقتران الاشتراطي الاجرائي والاقتران الاشتراطي غير الاجرائي في تعلم السلوك وفي تعزيز
الفكرة، او مسح الفكرة؛ وقد استفاد حتى مدربو الحيوانات والطيور والدلافين وحيوانات السيرك من فكرة النظرية، وأصبحت تطبيقاتها الدروس العملية في تدريب الحيوانات.
ومما يذكر في هذه المناسبة ان الروس في حربهم ضد المانية قد استخدموا نظرية عمهم بافلوف، فجوعو الكلاب ودربوها أن تأكل تحت الدبابات الروسية لبلادهم اولا، والدبابات في حالة تشغيل ويصدر منها هدير عظيم كتدريب، وكرروا هذه التجارب وعززوها بكثرة التدريب حتى ارتبط صوت هدير الدبابات بوجود وجبة طعام تحت الدبابات، ولما غرست هذه المشاعر الاشتراطية في الكلاب جوعوها واطلقوها عمليا باتجاه الدبابات الالمانية في الحرب وقد تم تفخيخ الكلاب بالمتفجرات شديدة الانفجار، فأخذت الكلاب تتجه صوب الدبابات الالمانية بحثا عن الطعام يعزز توجهها ما تدربت عليه من الظن بوجود الطعام تحت الدبابات الهادرة؛ وهكذا تم تدمير عشرات الدبابات الالمانية بهذا الشكل البافلوفي، واصبح الجيش الالماني يخاف ويصاب بالرعب لرؤيته الكلاب ايا ما كانت فيهربون من دباباتهم اذا اقتربت منهم اي كلاب. وهذا تطبيق عملي لنظرية بافلوف؛ فإذا اراد السياسيون تدمير نظام الديمقراطية لأي بلد فعليهم ان يجعلوا النظام الديمقراطي سببا لتعاسة الناس؛ وعليهم أن يشعروا الناس بأن الحالة الخروفية في المعيشة هي أفضل من الديمقراطية، والحرية عندما يحصرون غاية المنى للانسانية بالاكل والشرب والترفيه، وعن عمد، وباستخدام البافلوفية.
لكن الشعوب الابية تأبى كرامتها ان تحصر حياتها ببهيمية خروفية لا كرامة فيها لبهيمية كاملة الاغراء منزوعة الارادة؛ وللحديث بقية مهمة سياسيا قد تطول وتطول، إن شاء الله ولا بد من المتابعة الدقيقة للموضوع اذا ً، وعدم تفويت حلقة في هذا المسلسل العلمي السياسي الذي اكتبه بأسلوب مقالي والله المستعان.
والله يرحمك يا أحمد الربعي؛ وسأقول لكم إن شاء الله لماذا ترحمت عليه الآن؛ وما علاقة ذلك بهذا الموضوع البافلوفي السياسي.

كاتب كويتي
[email protected]
آخر الأخبار