الخميس 10 أكتوبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

البترول الوطنية!

Time
الاثنين 08 أكتوبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

أتحدى أي مواطن كويتي يقوم بتعبئة سيارته بنفسه إذا احتاج تعبئة سيارته بالبنزين في أي منطقة من مناطق الكويت، وفِي أي وقت من الأوقات، إذا لم يتأخر ويقف في طابور طويل، ومن المستحيل أن يجد محطة فاضية، فقد أصبحت رحلة الذهاب إلى محطة البنزين رحلة شاقة يتخللها انتظار غير مبرر، فالزحام على أشده على محطات البنزين في كل المناطق، وعدد المحطات لا يغطي الحاجة الفعلية للبلاد، ولا يتفق نهائيا مع عدد السيارات بالكويت، فقد انتقل الزحام من الشارع إلى محطات البنزين!
شركة البترول الوطنية التي تتبعها تلك المحطات لا تفكر بحلول عملية و سريعة، مع الأسف الشديد، وليس هناك نيّة لفتح محطات جديدة تغطي حاجات البلاد والعباد، أو تسليم أراض لأصحاب المشاريع الصغيرة لكي يستفيدوا ويفيدوا الناس، وتنحل أزمة المحطات، فيوم الدولة بسنة، لكن صاحب المشروع سوف يحرص كل الحرص على إنجازه، ففي كل دول العالم تسلم محطات التعبئة للمستثمرين لفتح مجال المنافسة والتسهيل على المواطن، إلا عندنا ما إن نتحرر من هيمنة البترول الوطنية على المحطات إلاّ وتسلم لمحتكر آخر، يسيطر عليها بعد أن يضمن عدم وجود منافس يسحب زبائنه، فالناس بحاجة مستمرة للبنزين!
المشاريع الصغيرة الحقيقية في مثل هذا الاستثمار المهم والضروري، والذي ينفع الناس مثل طريق السالمي الذي يشكو من الإهمال، وعدم وجود محطات تغطي مسافته، فلا توجد إلامحطتان فقط، تفتقران إلى كل ما ينفع المسافر!
وأيضاً توجيه المشاريع الصغيرة نحو الاستثمار في المخابز الكبيرة التي تخفف الضغط على شركة المطاحن، وتضمن الأمن الغذائي للناس، وتنتشر لتغطي خريطة الكويت كلها، وليس كما هو حاصل حالياً عدد المخابز المركزية محدود جداً، فقد توجهت أغلب المشاريع الصغيرة إلى المطاعم التي أصبحت تشكو من ندرة الزبائن بعد أن تحولت الكويت كلها مطاعم لا تجد رواداً، فلا يوجد توجيه سليم لأصحاب المشروعات الصغيرة، ولا توجد كذلك دراسات جادة وواقعية لحاجات الناس، فكبار المسؤولين آخر همهم تعبئة السيارة بالبنزين، والحكومة كأن ليس لها عين ترى مناطق الكويت لتتعرف على مشكلات الناس وهمومهم اليومية، فمن يرى الزحام على محطات التعبئة يتصور أنهم بالغد سوف يرفعون سعره، أو أن المحطات سوف تغلق لعدم وجود احتياطي، والمشكلة أن هذا المنظر يتكرر بشكل يومي، ولا يراه إلا من يعبئ سيارته بنفسه، وهذا يعني أنه متقاعد أو من عُبَّاد الله الكادحين!
فهل تنتفض شركة البترول الوطنية لتجد لنا حلاً في مشكلة رحلة العذاب لتعبئة السيارة بالبنزين، أم أن المصلحة العامة تتطلب أن ينشغل المواطن العادي في أموره اليومية، وينشغل عن الأمور العامة، فعلينا أن نتصور الحال حين يصبح هم المواطن أن يجد محطة بنزين فاضية يعبئ سيارته ويرجع لبيته لينام ...زين.
آخر الأخبار