البحرين: اجتماع عسكري دولي للتصدي لإيران وتأمين "هرمز"

المنامة، عواصم - وكالات: استضافت البحرين أمس، اجتماعا عسكريا دوليا، لبحث التصدي للممارسات الإيرانية التي تهدد الملاحة البحرية في الخليج العربي ومضيق هرمز، ومناقشة إمكانية تشكيل بعثة دولية للقيام بمهمة حماية الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وذلك بحضور ممثلين عسكريين لبريطانيا والولايات المتحدة ودول عدة.
وذكرت وزارة الخارجية البحرينية في بيان، إن الاجتماع لبحث "الأوضاع الراهنة في المنطقة وسبل تعزيز التعاون الدولي، والتنسيق والتشاور للتصدي للاعتداءات المتكررة والممارسات المرفوضة، التي تقوم بها إيران والجماعات الارهابية التابعة لها، والتي تستهدف أمن الملاحة البحرية الدولية في مياه الخليج العربي ومضيق هرمز، وتهدد استقرار المنطقة والعالم".
وقال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد، إن "استضافة الاجتماع يأتي تأكيدا للدور الفاعل الذي لطالما قامت به البحرين، وتحرص على استمراره وتعزيزه بالعمل المشترك والتعاون مع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والحلفاء والشركاء الدوليين، لتأمين ممرات التجارة والطاقة وحرية الملاحة الدولية، وتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية والستراتيجية من العالم".
وشدد على أن المرحلة الراهنة وما بها من تحديات وتهديدات لأمن المنطقة، تستوجب ضرورة تكاتف الجهود الاقليمية والدولية، واضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لردع كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين.
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية ومتحدث باسم الأسطول الخامس لمشاة البحرية الأميركية، عقد الاجتماع المغلق، بمشاركة "العديد من الشركاء الدوليين".
بدورها، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن المملكة المتحدة دعت ممثلين عسكريين من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى لحضور الاجتماع، وذلك في إطار محاولة لإنشاء مهمة دولية لحماية عمليات الشحن عبر مضيق هرمز.
وذكرت أن بريطانيا تأمل أن تكون بمثابة جسر بين الولايات المتحدة، ذات أكبر تواجد عسكري كدولة غربية في المنطقة، ودول أخرى مثل ألمانيا، التي تحجم عن المشاركة في أي مهمة تقودها واشنطن.
ونقلت عن مصادر من القصر الملكي البريطاني، إن المقترح البريطاني بإنشاء قوة حماية بقيادة أوروبية للتصدي لإيران إذا حاولت في المستقبل الاستيلاء على ناقلات النفط، لا يزال قائما رغم إقالة جيريمي هنت من منصب وزير الخارجية البريطانية، في أحدث تعديل وزاري لبوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الجديد.
بيد أن المسؤولين البريطانيين أقروا بأن نجاح هذه المهمة يعتمد على مشاركة الولايات المتحدة، "سواء ما ترأست واشنطن المهمة أو دعمتها"، ولفتت الصحيفة إلى تواجد أسطول الولايات المتحدة الخامس، المسؤول عن منطقة الخليج، في البحرين.
في غضون ذلك، وصل قائد البحرية السلطانية العمانية عبدالله الرئيسي إلى المنامة، فيما ذكرت وكالة الأنباء العمانية، أن الرئيسي توجه إلى البحرين في زيارة عمل تستغرق يومين.
من جانبه، بحث وزير شؤون الدفاع البحريني عبدالله النعيمي، مع الملحق العسكري بسفارة إسبانيا، المقيم في الرياض والمعتمد لدى المملكة، أنيبال فيلالبا فيرنانديز، بمقر القيادة العامة البحرينية، في علاقات التعاون القائمة بين البلدين.
على صعيد متصل، رحبت الإمارات باجتماع البحرين، وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أن بلاده "تقف مع المبادرات التي تحفظ أمن المنطقة وتبعد شبح المواجهة عنها"، بينما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه ليس طرفا في أي جهود، تتعلق بضمان أمن الملاحة في مياه الخليج العربي.
ودعا المتحدث باسم المفوضية الأوروبية كارلوس مارتين، إلى "ضرورة احترام حرية الملاحة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتخفيف التوتر".
من جانبها، قالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية إن "برلين لم تعرض المساهمة في أي مهمة بحرية أميركية بمضيق هرمز، لكنها ترى أن القيام بمهمة أوروبية تستحق التفكير"، مضيفة أن "الحكومة متحفظة حيال المقترح الأميريكي، ومن المهم السير في طريق الديبلوماسية، والسعي لمحادثات مع ايران منعا للتصعيد".
بدوره، قال نائب المستشارة الالمانية ووزير المالية أولاف شولتس، إنه "تساوره شكوك قوية فيما يتعلق بطلب الولايات المتحدة، وأعتقد أن هذا التشكك يشاركني فيه كثيرون".
من جهته، أشاد المستشار السابق جيرهارد شرودر بمعارضة حزبه "الديمقراطي الاشتراكي"، للانضمام للمهمة التي تقودها الولايات المتحدة، محذرا من توريط ألمانيا في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران،
ومعتبرا أن ذلك "سيكون شرعنة لحرب العراق بأثر رجعي".